الجمعة، 24 مارس 2023

الثورة التونسية pdf

الثورة التونسية pdf

الثورة التونسية المجيدة بنية ثورة وصيرورتها من خلال يومياتها PDF,Document Information

Webتونس تحيي الذكرى الخامسة لاندلاع الثورة التونسية وسط أجواء باهتة بسبب الأوضاع الاقتصادية المتردية WebJan 12,  · كتاب Pdf الثورة التونسية المجيدة: Free Download, Borrow, and Streaming: Internet Archive Skip to main content Due to a planned power outage on Friday, 1/14, Web(القسم الأول): الثورة التونسية: خلفيات وأسباب ويضم الفصول الستة الأولى وهي: – منظومة التسلط في النظام السياسي التونسي قبل ثورة 14 كانون الثاني – يناير/ لطفي طرشونة Web(PDF) الثورة التونسية عزمي بشارة | ouerghemmi Manel - blogger.com Download Free PDF الثورة التونسية عزمي بشارة ouerghemmi Manel Full PDF Package This Paper A short summary of Webتحميل كتاب الثورة التونسية المجيدة pdf في هذا الكتاب يتعقّب المؤلف الأسبابَ الجوهريّةَ التي أدت إلى الثورة التونسيّة، ويعقد مقارناتٍ علميّةً بين بعض المظاهر الاجتماعيّة والاقتصاديّة التي ... read more




وبتحليل تلك الأفكار استنبط الإستراتيجيون نظرية الحرب من الداخل والانتصار دون حرب، ووجدوا أنه يمكن استخدام الإسلام حكماً سياسياً مسيطراً عليه، كما يمكن أن يحصر الإرهاب في منطقة واحدة بعيداً عن الغرب، لذلك كان اختيار تنظيم الإخوان المسلمين للصعود إلى سدة الحكم في دول الشرق الأوسط، تجربة يمكن الأخذ بها، اعتقاداً منهم أن جماعة الإخوان المسلمين هي الأكثر تنظيماً في الدول الإسلامية خاصة الدول العربية، واستقطابها سيفيد الغرب ويحقق مصالحه وأمنه. ثالثاً: الأسس التي يعتمدها الاتحاد الأوروبي الاتحاد الأوروبي هو الجار الشمالي للشرق الوسط، وترتبط العلاقة بينهما بأمن البحر المتوسط، والمصالح المشتركة عميقة الجذور، كما أن الاتفاقيات بين دول الشمال الإفريقي والاتحاد الأوروبي بصفة عامة، ودول الجنوب الأوروبي المطلة على البحر المتوسط بصفة خاصة، تُعد اتفاقيات مهمة في المسار الاقتصادى والأمني، لا يمكن أن تتأثر بأية أحداث عارضة، ولكنها تستمر وتتخطي أي عقبات مفاجئة. يترك الاتحاد الأوروبي للولايات المتحدة الأمريكية ـ في كثير من الأوقات ـ رسم السياسات العالمية، خاصة في المناطق ذات الأهمية الإستراتيجية، لضمان عدم تهميشه في الإدارة السياسية والعسكرية، وذلك من منطلق: استقرار الفكر الأوروبي على أن الولايات المتحدة الأمريكية تستحق أن تعتلي قمة العالم، لما وصلت إليه من قوة وتقدم، وهي القوة التي انتصرت في الحرب الباردة في مواجهة الاتحاد السوفيتي.


أن معظم الدول الأوروبية الرئيسة أعضاء في حلف شمال الأطلسي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية، والأمن الأوروبي يرتبط بالأمن الأمريكي. والولايات المتحدة الأمريكية لن تسمح بعدوان خارجي على أوروبا، خاصة أن معظم الدول الأوروبية تقع في نطاق الأمن النووي الأمريكي. تُعد الروابط والمصالح الأوروبية هي الأقوى في اتجاه الولايات المتحدة الأمريكية، والمصالح الأوروبية ـ الأمريكية تفوق مثيلاتها في أي مكان في العالم، وتشكل الولايات المتحدة الأمريكية صمام الأمن في تأمين إمداد أوروبا بالطاقة. أمن البحر المتوسط هو عامل مشترك في الاهتمام الأوروبي ـ الأمريكي، وربما يكون هناك تنافس غير معلن بين الحقوق التاريخية لأوروبا في أمن هذا البحر، وبين إستراتيجية الولايات المتحدة الأمريكية عليه.


وكان قد ظهر نوع من الصدام في السنوات الأولى من الألفية الثالثة، عندما أعلنت الدول الأوروبية عن تشكيل قوة تدخل سريع لأمن البحر المتوسط، واعترضت الولايات المتحدة الأمريكية، واستقر الرأي على أن يتولى حلف شمال الأطلسي هذه المهمة. ترتبط أوروبا بالشرق الأوسط من خلال العديد من الاتفاقيات والمبادرات، التي جاءت على فترات متعاقبة بعد نصر أكتوبر ، بدءاً من التعاون الأورومتوسطي، ثم الشراكة الأورومتوسطية، ثم سياسة الجوار، وأخيراً الاتحاد الأورومتوسطي، حيث كانت مصر تمثل الكتلة المتوسطية، وتمثل فرنسا الكتلة الأوروبية. تعيش جاليات عربية بأعداد كبيرة في دول الجنوب الأوروبي، حيث تحظي دول الشمال الأفريقي تونس ـ الجزائر ـ المغرب ، بكبرى هذه الجاليات، خاصة في فرنسا وإيطاليا وأسبانيا، كما أن الاستثمارات الأوروبية تتجه بكثرة إلى دول الشمال الإفريقي، تونس والجزائر خاصة.


بمعني أن العلاقات المشتركة وطيدة بين الشمال الأفريقي والجنوب الأوروبي. ومن ثم فإن الأسس التي يعتمدها الاتحاد الأوروبي في علاقاته مع دول الشرق الأوسط تنحصر في أمن البحر المتوسط، وتأكيد المصالح المشتركة، ومنع الهجرة غير الشرعية، واستقرار الأوضاع في جنوب البحر المتوسط، وضمان استقرار الملاحة في قناة السويس. في الوقت نفسه، فهو يشارك الولايات المتحدة الأمريكية في رؤيتها الإستراتيجية لقيادة العالم، ولا يحاول التخلف عن تلك المشاركة حتى لا يجري تهميشه. وفي خلال سنوات الاغتراب الروسي عن المنطقة، جرت أحداث كثيرة، منها غزو أفغانستان والعراق، والتدخل الأمريكي في الصومال واليمن، ثم أحداث ثورات الربيع العربي. ولم يظهر لروسيا دور رئيسٌ، إلا في المسألة السورية، في النصف الثاني من عام بمعني عودة الدور الروسي إلى المنطقة عودة قوة مؤثرة، وهو ما يمكنه تغيير مستقبل المنطقة، لا سيما بعد كشف التآمر الأمريكي مع جماعات الإسلام السياسي. خامساً: دور القوى الناشئة في مواجهة سيطرة الغرب على الشرق الأوسط يبدو هذا الدور محدوداً، خاصة تجاه ثورات الشمال الإفريقي، ومنها تونس، حيث تتجنب هذه القوى الصدام مع الولايات المتحدة الأمريكية، كما أن المصالح المشتركة لهذه القوى مع دولة مثل تونس يبدو محدوداً.


سادساً: دور بعض دول المنطقة تجاه سيطرة الغرب على المنطقة تتباين هذه الأدوار طبقاً لارتباط مصالحها بالغرب، أو قدرتها على التأثير، أو حفاظها على أمنها الداخلي. ويمكن إبراز دور بعض دول المنطقة كالآتي إيران : تسعي لأن يكون لها دور إقليمي لا سيما في المشرق العربي، مع الضغط على إسرائيل بوصف ذلك هدفاً إستراتيجياً، سواء لإبراز دورها الإقليمي، أو في مواجهة المصالح الأمريكية. تركيا: عضو في حلف شمال الأطلسي، تحاول أن تعتلي دوراً رئيساً يخدم أهداف الغرب في المنطقة، وتأمل في امتلاك قيادة المنطقة من خلاله اتساقاً مع أهداف الولايات المتحدة الأمريكية في سيطرة الإسلام السياسي على منطقة الشرق الأوسط. وقد اتضح الدور التركي في المرحلة الثانية من مراحل ثورات الربيع العربي، واصطدم بشدة مع ثورة 30 يونيه في مصر.


قطـر: تقوم باستغلال قدرتها الاقتصادية لإيجاد مكانٍ سياسي لها على خريطة الشرق الأوسط والعالم، واختارت أن تحقق دوراً لسياسات الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة، وفي تنفيذها لهذه الأهداف تصطدم عادة بالمصالح العربية، دون أي اكتراث منها لذلك. جمهورية مصر العربية: بالرغم من كونها إحدى دول ثورات الربيع العربي، إلا أن قدرتها وثقافتها السياسية تمكنت من اكتشاف المؤامرة الكبرى، التي رسمتها الولايات المتحدة الأمريكية للمنطقة، بالتنسيق مع نظام الإخوان المسلمين، وبدعم من بعض دول إقليم الشرق الأوسط، وأطلق شعبها ثورتَين في مدى عامين ونصف، وربما تتأثر دول الربيع العربي بالمبادئ التي وضعتها ثورة 30 يونيه ، بنفس نهج ثورة 23 يوليه سابعاً: العولمة وأثرها في تغيير الخريطة السياسية في الشرق الأوسط تعني العولمة بمفهومها الأكاديمي، زيادة درجة الاعتماد والتنسيق المتبادل بين الدول، في إطار من المنفعة العامة المتبادلة والرؤية المشتركة، والحفاظ على حقوق الإنسان، والتحالف ضد قوى الشر.


وبالتطبيق العملي لمبادئ هذه العولمة، فقد ساد العالم الكثير من المتغيرات التي لم تهتم بالمبادئ القويمة للعولمة، ولكن أدخلت معها قيم المصالح والتنافس والإقصاء والتهديد وغير ذلك. وكان لثورة الاتصالات الفضل في جعل الكون حجرة مؤتمرات تتناقش فيها شعوب العالم على قضية واحدة، ونقلت الأحداث في زمن وقوعها، ومن ثم زادت المعرفة والتأثير الخارجي على قيم الداخل في أي دولة. وكان لثورة المعلومات التأثير نفسه، بل انتقلت من خلالها قيم الحرية والديموقراطية، وأساليب الحوار والرفض، والثورة على الظلم والفساد. وقد ظهر ذلك في توالي الثورات العربية في توقيتات متتالية. وكان لنقل صور من العالم الحر، وكيف ينعم بحياة ممتازة، ورفاهية لكل إنسان وأسرة، أثره الكبير على تمرد أطياف كثيرة من الشعوب التي تعيش تحت حكم استبدادي، ولا تنال حقوقها التي أقرتها المعاهدات الدولية في مجال حقوق الإنسان.


كل ذلك وغيره ساعد على اندلاع الثورات التي بدأت بثورة تونس وامتدت لمصر ودول عربية أخرى. ثامناً: الإرهاب وأثره على تغيير الخريطة السياسية للشرق الأوسط يتحدد أثر الإرهاب من خلال عدة عوامل أهمها: أن تيار الإسلام السياسي، الذي وُكل إليه القفز على السلطة في دول الربيع العربي، يحرص أن يمتلك وينظم في داخله جماعات مسلحة التنظيم الخاص ، وهي جماعات تتدرب على الاغتيالات وإشعال الفوضى والحرائق وغير ذلك، بمعني أن هذه التيارات ستكون مستعدة لتنفيذ أعمال إرهابية ضد معارضيها في الحكم. يشمل الهدف من وصول التيار الإسلامي السياسي للحكم، تجميع شمل جماعات الإرهاب التي تستظل بالإسلام، خاصة من أفغانستان والصومال وغيرها، بحيث تتحقق السيطرة عليها في دول كبيرة، وإبعاد الغرب عن شرور هؤلاء الإرهابيين.


الشروع في لم شمل التيارات الإسلامية المتطرفة، في نطاق إمارة يمكن السيطرة عليها وكانت سيناء أحد المناطق المختارة إمارة لهؤلاء. وقد كان لثورة 30 يونيه في مصر، الفضل في اكتشاف العلاقة وإسقاطها ما بين الإرهاب وتغيير الخريطة السياسية للشرق الأوسط. وفي الممارسة الفعلية لسلطة الحكم في دول الربيع العربي، فقد استخدم الإخوان سلاح الإرهاب من خلال الأطياف الإرهابية التي تجمعت على أراضي هذه الدول، وسيلة لقمع الشعوب وتنفيذ المخططات الأجنبية التي أبرمتها قيادات الإخوان مع الولايات المتحدة الأمريكية والغرب بصفة عامة، وتركيا ومولتها قطر. تاسعاً: الفتنة الطائفية وسيلة لتغيير الخريطة السياسية للشرق الأوسط المعني الدارج للفتنة الطائفية هو الصدام ما بين الأديان والمعتقدات المختلفة أينما وجدت إسلام ـ مسيحية ـ يهودية ـ زرادشتية ـ هندوسية ـ سيخ..


إلخ ، ولكن الجديد في الفتنة التي خططها النظام العالمي هو الصدام بين مذاهب الدين الواحد، بمعني الصدام ما بين المذهب السني والمذهب الشيعي، لتحقيق هدفين، هما إضعاف قوى الإسلام بصورة عامة، والتخلص من تهديدات إيران لإسرائيل وحصرها في الصدام مع الدول ذات المذهب السني. وسرعان ما تكشفت أبعاد هذه الفتنة من خلال توجهات النظام الإخواني، خاصة في مصر. هذا إلى جانب أن إشعال الفتنة ما بين المسلمين والمسيحيين أخذ أبعاداً خطيرة. والملفت للنظر أن الغرب الذي كان يغضب لأي أحداث تمس المسيحيين، لم يبد أي نقد أو اعتراض على ما يحدث في هذه الفتنة. من كل ما سبق، فإن توجه النظام العالمي لتغيير الخريطة السياسية في الشرق الأوسط، كان بهدف تحقيق مصالح غربية على حساب شعوب المنطقة، وخطط لجعل المنطقة بؤرة لاحتواء الإرهابيين والسيطرة عليهم، وخطط لإشعال نار الفتنة من أجل القضاء على استقرار المنطقة، بما يؤدي إلى ذريعة التدخل الأجنبي في المنطقة.


المبحث الثاني: الأهمية الإستراتيجية لدولة تونس الجمهورية التونسية دولة مستقلة ذات سيادة، عضو في الأمم المتحدة، وجامعة الدول العربية منذ العام ، وعضو في مجلس التعاون المغاربي منذ العام ، ونالت استقلالها عن فرنسا في 20 مارس ، واستكملت استقلالها عام ، بانسحاب آخر جندي فرنسي من قاعدة بنزرت العسكرية. كما وضعت أول دستور لها عام ، وهي دولة متوسطة القوة، تتمتع بأهمية إستراتيجية خاصة في الشمال الإفريقي، وفي حوض البحر المتوسط، وتُعد بمنزلة القلب لدول الشمال الإفريقي، وتتوسط الساحل الشمالي الإفريقي المطل على أوروبا. كما تُعد تونس مفصلاً جغرافياً رئيساً بين الدول العربية جنوب البحر المتوسط، تفصل ما بين مصر وليبيا من الشرق، والجزائر والمغرب في الغرب، وهي دولة ذات تاريخ عريق أثر في شمال القارة الإفريقية بنفس القدر من التأثير في جنوب أوروبا.


وفي عام ق. كما أن الثورات التونسية ـ تاريخياً ـ كانت تشتعل ضد الظلم حين يحيق بالدولة. وكانت بعض هذه الثورات مذهبية، كحال الثورة على الدولة العلوية، وكان بعضها سياسياً. وكثيراً ما كانت هذه الثورات تمتد لتشمل معظم دول المغرب العربي. وفي عام ، اندلعت ثورة تونس ضد الحملة الفرنسية، وانفجرت المقاومة الشعبية ضد الاستعمار الفرنسي، عام وتونس ـ جغرافياً ـ تمتاز بموقع فريد جنوب البحر المتوسط اُنظر خريطة موقع تونس في العالم العربي ، وهي تشكل بروزاً في الشاطئ الإفريقي يقترب كثيراً من أوروبا، والشواطئ الإيطالية والفرنسية بالذات، وقد أدى ذلك إلى سهولة انتقال الشعب التونسي إلى أوروبا، حيث تشكل الجاليات التونسية في دول جنوب أوروبا أحجاماً كبيرة، كذلك أدى إلى الاستعمار الفرنسي لتونس، والذي استمر لفترات طويلة، حيث زرع القيم الفرنسية في تونس لغة وعادات وثقافة.


في السياق نفسه، فإن الموقع الجغرافي لتونس بين دولتي الجوار ليبيا والجزائر اُنظر خريطة الموقع الجغرافي لتونس ، يشكل دائرة حيوية في الشمال الإفريقي، محاطة بحدود الدولتين من الشرق والغرب والجنوب. بمعني أن تونس تعد — جغرافياً — دولة شاطئية غير ممتدة جنوباً لتشمل أجزاء من الصحراء الكبرى الإفريقية، وهي دولة سهول ومرتفعات محدودة، ومجاري مائية عديدة، لذلك أطلق عليها تونس الخضراء لما تشمله من مساحات زراعية خصبة. تبلغ مساحة تونس نحو وتونس بوضعها الجغرافي تشكل أهمية في المجال الحيوي لدول الشمال الإفريقي بالكامل، حيث يحقق موقعها وإمكاناتها مميزات تعكس آثارها على الجغرافيا السياسية، سواء للدولة نفسها أو لدول الجوار. ومن تلك الآثار القرب من أوروبا، والشق الحضاري الذي تتوارثه الأجيال في تونس، ويعكس آثاره على الشخصية التونسية ذاتها واكتسابها خاصية الانفتاح والتفاعل مع الشعوب الأخرى، والميل إلى إضافة مكتسبات جديدة في مجالات العلوم والفنون والرقي.


هذا إلى جانب أن هذا الشق من الانفتاح أدى إلى اندماج تونس في العولمة بدرجة أكبر من جاراتها، ومن هنا فإن الشعب التونسي كان الأسبق في إشعال الثورة، لإدراكه لما وصل إليه العالم الخارجي من تقدم، بالمقارنة مع الحالة التي يعيش فيها. في السياق نفسه، فإن النظام الحاكم في تونس أدرك خطورة الانفتاح على العولمة، لذلك لجأ إلى الحكم السلطوي الأقرب إلى الحكم المستبد، وهو ما زاد من حنق الشعب التونسي، وأدى إلى الانفجار في ثورة 17 ديسمبر والمجال الحيوي لتونس جعلها إحدى الدول المهمة في الشمال الأفريقي، حيث تتمتع بمزايا أكبر من جاراتها العربيات، وقد استغلت الموقع والإمكانات الطبيعية المتميزة في جعل السياحة إحدى المهن الرئيسة للشعب التونسي، ولم تكتف بذلك، بل مارست فنون الاقتصاد الحر، وفتحت مجالات واسعة لتصدير منتجاتها إلى أوروبا. ثانياً: أهمية تونس من منظور سياسي أدى الموقع الإستراتيجي لتونس إلى دعم قدرتها السياسية وتأثيرها في مجالها الحيوي، وكانت من أوائل الدول التي رحل عنها الاستعمار في الشمال الإفريقي.


وانضمت إلى جامعة الدول العربية عام ، بمجرد إعلان الجمهورية، وهي دولة مؤسسة لمنظمة الوحدة الإفريقية عام ، وإحدى دول عدم الانحياز ودول المؤتمر الإسلامي، إلى جانب كونها عضواً في الأمم المتحدة. علماً بأن هذا المجلس لم يكن له تأثير يذكر في المجال الحيوي العربي أو الإفريقي أو العالمي، ولكن استُغَل من بعض الدول ضد النظام العربي ذاته، وضد مصر على وجه الخصوص. في السياق نفسه، لعبت الدبلوماسية التونسية دوراً رئيساً في تحقيق أهداف الدولة، التي يعتمد اقتصادها بقدر كبير على السياحة، لذلك ابتعدت قدر الإمكان عن الدخول في توترات أو صراعات، حتى اتصفت في بعض الأحيان بالسلبية، ولكن هذه السلبية كانت من أجل دفع اقتصاد الدولة إلى الأمام. وهذا البُعد عن الصراعات جعلها ملجأ لبعض المنظمات العربية، مثل منظمة فتح الفلسطينية، إلى جانب بعض اللاجئين السياسيين من دول أخرى. وتونس ـ نظرياً ـ دولة ديموقراطية، تتعدد فيها الأحزاب التي تتنافس على الحكم، إلا أن النظام سيطر على الدولة بأسلوب الحزب الواحد، مع عدم إلغائه بقية الأحزاب التي تظهر في الصورة فقط للدلالة على ديموقراطية الدولة.


وإلى جانب هذه الأحزاب، يوجد حزبان إسلاميان، هما حزب النهضة وهو حزب محظور قبل الثورة ، والحزب الإسلامي السلفي. مما سبق تتحدد العوامل التي أدت إلى الأهمية الإستراتيجية لتونس من منظور سياسي في الآتي قدرة الدولة في البُعد عن صراعات المنطقة والاحتفاظ بحيادها قدر الإمكان. زيادة التواصل مع الدول الأوروبية، بما ينعكس عليها بقدرات اقتصادية ودعم سياسي. ثالثاً: الأهمية الإستراتيجية لتونس من منظور عسكري أثر الوضع الجغرافي والإستراتيجي لتونس في قدرتها العسكرية، حيث اتجه النظام باستمرار إلى بناء الجيش الذي يحقق المستوى الأقل في الدفاع عن الدولة، على أن تعتمد تونس على عاملين مهمين في مسائل الدفاع، وهما الحياد وعدم إثارة القلاقل أو افتعال الأزمات، والثاني هو الاعتماد على قوى دولية في درء التهديدات عنها.


يبلغ إجمالي الجيش التونسي حوالي 35 ألف فرد، أي بنسبة تجنيد حوالي 2. وقوات بحرية يعتمد تسليحها على الزوارق ولنشات المرور والحراسة. كذلك قوات جوية تمتلك طائرات مقاتلة محدودة العدد والقدرة أيضاً. أما القوات شبه العسكرية فتتكون من نحو 12 ألف مقاتل، تحت مسمي الحرس الوطني، وتتبع وزارة الداخلية. ويعتمد التسليح في الجيش التونسي على التسليح الغربي، ويعتنق العقيدة القتالية الغربية، وفي مقدمتها العقيدة الفرنسية. والمقارنة بين القوات المسلحة في تونس، وبين جارتيها لا تحقق التوازن الإستراتيجي، فالمقارنة مع ليبيا توضح أن القوات الليبية ضعف القوات التونسية تقريباً، علماً بأن تعداد الشعب التونسي أكبر من الشعب الليبي، وما تمتلكه من أسلحة وعتاد يفوق بكثير جداً ما تمتلكه تونس. والمقارنة مع الجزائر توضح أن حجم القوات الجزائرية تصل إلى حوالي 3. في السياق نفسه، فإن الدستور لا ينص على أي مهام للجيش في الحفاظ على الأمن الداخلي، وقد صيغت مواد الدستور الخاصة بالجيش، بحيث لا يُسمح له بإجراء انقلاب على الحكم، وحُددت مهامه في الدفاع عن البلاد ضد الأعداء، وهو ما يشير إلى أسباب عدم تدخل الجيش في بداية الثورة، على نمط ما حدث في مصر.


في بدايات توليه المسؤولية اتخذ طريق الإصلاح، وكانت له مواقف متشددة تجاه المتطرفين الإسلاميين، وأطلق سراح بعض المعتقلين السياسيين، ولكنه ما لبث أن تحول إلى ديكتاتور آخر، مارس الحكم السلطوي، واضطهد المعارضة، وعدل الدستور عام ، لكي يستمر في الحكم، وكان فوزه يقترن بالتزوير ليحصل على وفي عهده زاد نماء الجماعات الإسلامية على أرض تونس، برغم الاعتقالات والمواجهات مع قوات الأمن، التي كانت لها آثار سالبة على السياحة والاقتصاد التونسي، أعوام ، ، وكما هي العادة في استمرار فترات الحكم الطويلة، فقد استشري الفساد وشعر الشعب بالظلم، وأن دولته يحكمها مجموعة من المحيطين بالحاكم، يوجهون الاقتصاد لصالحهم دون الاهتمام بالشعب. أصدرت الحكومة التونسية قانوناً للإعلام، تحرم من خلاله التشهير والتحريض برموز الدولة، أو ما يصدر من قوانين وقرارات سيادية، ومن يرتكب ذلك يتعرض للغرامات والمصادرة والسجن، وفي هذا المجال فإن المنظمات التابعة لحقوق الإنسان اعترضت على ما يحويه هذا القانون، وأدانت ما يلاحق رجال الإعلام من ترهيب، وما تناله الصحف من رقابة مشددة من الجهات الرسمية.


وفي تونس كانت تعد مناقشة قضايا الفساد وحقوق الإنسان من المحرمات، وتتعرض الصحف الأجنبية والعربية الواردة إلى تونس للمراجعة والمصادرة، في حالة التعرض لقضايا داخلية. في السياق نفسه تخضع شبكة الانترنت إلى رقابة مشددة. وتتعرض المواقع المنتقدة للنظام إلى المنع، وقُدر عدد مستخدمي الشبكة قبل الثورة بحوالي 1. الصحف التونسية قبل الثورة لابريس، مملوكة لحزب التجمع الدستوري الديموقراطي الحاكم. الحرية، مملوكة لحزب التجمع الدستورية الديموقراطي الحاكم. الصباح، مملوكه للدولة يومية. التليفزيون تمتلك الدولة قناتي تليفزيون القناة 7 ـ القناة قناة خاصة واحدة. الإذاعة أربع محطات إذاعية، تمتلك الدولة اثنتَين منها، وقناتان خاصتان. وكالات الأنباء وكالتا أنباء: الوكالة التونسية، ووكالة تونس إفريقيا للأنباء. سابعاً: الأهمية الإستراتيجية لتونس من منظور اقتصادى واجتماعي بالرغم من أن دستور في تونس، تضمن العديد من المواد التي تحقق العدالة الاجتماعية وضمان حياة كريمة للمواطنين، وتضمن حرية الفكر والتعبير، وحرية المعتقدات، وحرية التنقل، وهو ما يوجد في معظم دساتير العالم، إلا أن التطبيق لمواد الدستور نادراً ما كان يحدث على أرض تونس.


والصادرات الرئيسة في الاقتصاد التونسي تتمثل في الفوسفات، والملح الطبيعي، والمنسوجات، والمنتجات الزراعية، وزيت الزيتون. كما تنتج تونس النفط والغاز الطبيعي بما يكفي احتياجاتها، وبها صناعات الصلب والفوسفات، والعديد من الصناعات الأخرى. والأسواق الرئيسة للصادرات التونسية هي الأسواق الأوروبية فرنسا، وإيطاليا، وألمانيا، وأسبانيا، إلى جانب ليبيا. والدلائل التي يشير إليها اقتصاد تونس تتحدد في الآتي الإمكانات الاقتصادية متوفرة، وتتناسب مع حجم الطاقة البشرية، لبناء مجتمع يتحقق له الوفرة والرفاهية بنسبة متوسطة. يمثل وضع تونس الإستراتيجي منطقة جاذبة للاستثمار الخارجي ـ خاصة الأوروبي ـ وهو ما يتطلب تقنين مناخ الاستثمار وتشجيع المستثمرين. أن نسبة الأفراد تحت خط الفقر تُعد محدودة، فيما لو قورنت بدول إفريقية أخرى. تقل نسبة الأمية في تونس إلى أقل درجة، مقارنة بالشعوب العربية الأخرى، وهو عامل إيجابي لم تستغله الحكومة بالقدر المناسب. أما المظاهر السالبة الرئيسة في هذا المجال، فهي الفساد والرشوة، وظهور الطبقة التي تحتمي بالحكام، وتسيطر على الاقتصاد لصالحها، وهو ما أدى إلى إشعال الثورة في تونس.


المبحث الثالث: القوى المؤثرة على أحداث الثورة تتعدد القوى المؤثرة على أحداث الثورة التونسية، وكان لكل منها دوره، سواء الذي ينبع من الذات، أو ردّ فعل للأحداث، أو بالتعاون مع الآخرين. ومن البداية نقرر أن القوى الإسلامية لم تكن هي صاحبة فكر الثورة أو التي بدأتها أو فجرتها، ولكنها ـ كما الحال في الثورة المصرية ـ انتهزت الفرصة للاستيلاء عليها وتوجيهها لمصلحتها. وكانت هذه القوى هي الأكثر تنظيماً، ولديها القدرة على تولي القيادة وحشد الجماهير لصالحها، منتهزة فرصة عدم وجود قيادة للثورة توجهها، ولم يكن الشباب الذي أجج الثورة لديه المعرفة بمعالم الطريق الصحيح، فاستسلم لقيادة التيارات الإسلامية. وتأججت بدايات الثورة في تونس بعيداً عن العاصمة، وزحفت إليها بالتدريج على مدى عشرين يوماً، بمعني أن تفاعل الجماهير جاء بالتدريج، مع اختلاف الأوضاع من منطقة إلى أخرى، وبما يجعل انتقال الثورة بطيئاً بقدر ما، وليس كما حدث في الثورة المصرية، التي اشتعلت في العاصمة أولاً، ثم انتقلت إلى عموم القطر في اليوم التالي مباشرة، وأفقدت النظام السيطرة على الدولة.


القوى التي كان لها دور رئيس في إشعال الثورة الشعب التونسي هو صاحب حضارة قديمة أثرت في بناء شخصيته الوطنية التي ورثها عن الحضارة الفينيقية القديمة، ثم حضارة قرطاجنة، واكتسب من خلالها صفات القوة وحب الذات والقدرة على اجتياز المصاعب، كما تأثر بالشخصية العربية التي امتزجت بسماحة الأديان، ووضعت قوانيناً للفروسية والأخلاق والتضحية من أجل الوطن، وقد زاد من هذه الخاصية الموقع الجغرافي لتونس بين أشقائها العرب. ثم جاء الغرب من أوروبا، واكتسب الشعب التونسي الثقافة الأوروبية، سواء من خلال التنقل أو الاستعمار الفرنسي لتونس، إضافة جديدة للشخصية التونسية، التي اهتمت بالفنون والآداب والتعليم، حتى أن نسبة الأمية في الشعب التونسي تكاد تكون منعدمة.


في الوقت نفسه، فإن اللغة الفرنسية سادت بين الشعب التونسي، وأصبحت هي اللغة الثانية بعد اللغة العربية في دستور عام ، ومن خلال اللغة الفرنسية أضيفت للشعب التونسي ثقافات وعادات أوروبية، امتاز بها عن باقي الشعوب في شرق أفريقيا. أدى كل ما سبق إلى أن يصبح المجتمع التونسي مجتمعاً متجانساً، لا يتحول فيه الصراع بسهولة إلى صراع طائفي أو عشائري، ولا تتحول فيه الصراعات الطبقية والسياسية إلى صراعات على مستوى الهوية أو تمس الوطنية. الجيش التونسي حسب المصادر المتوافرة، فإن الجيش الوطني التونسي رفض أوامر الرئيس بن علي القاضية بمشاركة الجيش في مواجهة الاحتجاجات إلى جانب قوات الأمن، وكان رفض قائد جيش البر رشيد عمار لأوامر بن علي بمثابة نهاية لحكم الأخير للبلاد [18] ، وهناك مصادر أخرى أشارت إلى أن قائد الجيش التونسي تلقى أوامر من الولايات المتحدة بالاستيلاء على مقاليد الأمور في تونس لوقف الفوضى الناتجة عن احتجاجات الشعب التونسي [19] ، لكنه رفض ذلك [بحاجة لمصدر] ، تجدر الإشارة إلى أن الجيش التونسي دافع عن المواطنين ضد الشرطة في بعض المظاهرات.


حدد الدستور التونسي مهمة الجيش في الدفاع عن البلاد والتصدي للتهديدات الخارجية، ولم يكلف بأي مهام للحفاظ على الأمن الداخلي أو الشرعية الدستورية، وكان هذا التحديد مقصوداً لإبعاد الجيش عن السياسة، وعدم تمكينه من القيام بانقلابات ضد النظام، وفصل العلاقة بينه وبين الشعب لصالح النظام. ومع تقييد مسؤوليات الجيش، اتسعت سلطات قوات الأمن التي يشرف عليها الرئيس مباشرة، من أجل المحافظة على النظام السلطوي، الذي مورس في عهدي الرئيسين بورقيبة، وبن علي. ومن ثم كان الجيش بقياداته وقواته بعيداً عن السياسة الداخلية، ولم يكتسب خبرة الدفاع عن النظام في مواجهة الانتفاضات الشعبية، أو في ضبط البلاد في أوقات الأزمات، هذا إلى جانب أن تنظيم الجيش التونسي وقدراته لا تؤهله إلى الانتشار في ربوع تونس، أو مواجهة موجات عارمة من الثوار، ولكن قدراته تتحدد في الدفاع عن العاصمة، أو تأمين الأهداف الحيوية بالتعاون مع قوات الأمن. وقد أدى عدم وقوف الجيش التونسي مع النظام مدافعاً عنه إلى نجاح الثورة.


ولم ينس الشعب التونسي لجيشه عدم استجابته لأوامر النظام بفتح النيران على المتظاهرين، حينما انتشر في العاصمة في الأيام الأخيرة للثورة، واكتفي بحماية المنشآت العامة، مفضلاً سقوط النظام على أن يرتكب مذبحة بحق المدنيين، وفي أعقاب نجاح الثورة، كان للجيش التونسي العديد من المهام التي يقوم بها لحفظ الأمن في البلاد، وبدأ نوع من التقارب بين الشعب والجيش، الأمر الذي أوقفه التيار الإسلامي بمجرد صعود حزب النهضة إلى الحكم، في أكتوبر في السياق نفسه، حرص هذا التيار في شغل الجيش وعناصر الأمن بمهام بعيداً عن العاصمة، حتى يتمكن من السيطرة بدفع الميليشيات التي يدربها للمحافظة على هذا التيار، وهو أحد أسس بناء تنظيم الإخوان المسلمين، حيث نجح في تصعيد مشكلات حدودية في الغرب والجنوب حتى تخلو له العاصمة ويسيطر عليها. الشباب التونسي وهو جزء فاعل من الشعب التونسي، وأيضاً جزء أصيل من الجيش التونسي، حيث يمثل المجندون الأغلبية العظمي فيه.


والشباب التونسي، هو أكثر فئات الشعب التي تعرضت للتهميش، وأعمال العنف والاعتقالات من أجهزة الأمن، إلى جانب عدم وجود وظائف للخريجين من الشباب وانتشار البطالة بينهم، ولجوء خريجي الجامعة منهم إلى امتهان المهن المتواضعة عملاً لهم، حتى يجدوا لقمة العيش. كما عانى الشباب من الفساد الذي استشرى في الدولة، حيث أصبحت المحسوبية والرشوة والقرب من المسيطرين على النظام تمثل جواز المرور إلى الوظائف والمناصب. مع اتساع الفوارق بين الطبقات، وبين أجزاء الدولة نفسها، حيث كان ما يتوفر لسكان العاصمة لا يقارن بما يخصص لباقي المحافظات والمدن. Read more كتاب بريكس: نقد مناهض للرأسمالية وقد حاول الشباب التمرد في العديد من المرات والمناسبات، ولكن وسائل القمع والحكم السلطوي كانت أكبر من قدراتهم. وكان النظام في كل مرة يحاول طرح الحلول، واستمالة الشباب بأسلوب إعلامي، ويزايد من خلال البطولات الرياضية التي يحصل عليها الشباب التونسي، ويجعل منها دلالة على ما تتمتع به الدولة من قوة وتقدم، ولكن لم يدرك هذا النظام أن لحظة الانفجار لابد أن تكون قادمة، وأنها سوف تبدأ من المناطق الأكثر تهميشاً في الجنوب. وهو ما حدث فعلاً.


النقابات والأحزاب والتجمعات التونسية المؤثرة في الثورة تتعدد الحركات الشعبية إلى جانب الأحزاب التي كان لها تأثير على الثورة، وعلى مسار التحول الديموقراطي للدولة، ويختلف هذا التأثير في شدته طبقاً للحجم والقوة وتاريخ الحركة أو الحزب. وقد أفرزت الثورة العديد من الأحزاب والتجمعات الجديدة ذات التأثير، ولكن يبقي الاتحاد العام للشغل، وحركة النهضة عاملين مؤثرين على الأوضاع الحالية، ومستقبل النظام التونسي. الاتحاد العام التونسي للشغل منظمة نقابية تأسست في 20 يناير في عهد الاستعمار الفرنسي القديم، وهو نقابة وطنية عمالية تضم جموع العاملين والمهنيين في تونس، وظلت تعمل بعد الحصول على الاستقلال، وقويت مع الزمن وبحجم التطور الصناعي في تونس، وعملت كوادرها باستمرار على تطويرها، والتمسك الوطني منهم بأن تظل نقابة مؤثرة في المجتمع بعيدة عن العمل الحزبي. في السياق نفسه فقد حاول النظام مراراً إضعاف هذا الاتحاد، من خلال بناء نقابات أو اتحادات موازية، مثل الاتحاد التونسي للشغل في عقد الخمسينيات، والاتحاد الوطني التونسي للشغل في الثمانينيات، والجامعة العامة التونسية للشغل عام ، ولكنه صمد أمام الجميع ولم يفقد مكانته الاجتماعية.


الدور الذي قام به الاتحاد منذ تأسيسه وحتى الآن. واشتهر الاتحاد من خلال زعاماته الوطنية التي ضحت بنفسها من أجل التحرر. ومن خلال ذلك، حصل النقابيون من الاتحاد على العديد من المناصب الوزارية، في أول حكومة بعد الاستقلال. مع التحولات الديموقراطية في تونس، دعم حزب النهضة نفسه بالتحالف مع حزبين. الأول حزب المؤتمر من أجل الجمهورية، وهو حزب يمثل يسار الوسط ويحظى بشعبية مقبولة من الجماهير. والحزب الآخر هو التكتل الديموقراطي من أجل العمل والحريات، وهو حزب اشتراكي ديموقراطي يمثل الاتجاه الاشتراكي السابق، الذي كان يتحالف مع الكتلة الشرقية. لم يستمر نفوذ التيار الإسلامي مع الأحزاب المتحالفة معه كثيراً، حيث استشعر الشعب التونسي أن ثورته ضاعت، واقتنصها التيار الإسلامي الذي لم يشارك في الثورة من الأساس، لذلك هب ليستعيد ثورته، وبدأ الصدام بين الشعب وهذا التيار، في أغسطس اتسم هذا الجهاز باستخدام العنف ضد المواطنين، والتوسع في تطبيق أساليب التجسس والاعتقالات، وفرض السيطرة بأساليب قمعية، ولذلك فإن خيوط الثقة والتواصل بينه وبين الشعب كانت شبه مفقودة.


وبالرغم من قسوة هذا النظام في تعاملاته مع المواطنين، إلا أن هيكلة الجهاز الأمني لم تكن سليمة على الإطلاق، ولم تتأسس على نظريات علمية سليمة، وهو ما أدى إلى انهيار هذا الجهاز أمام تصاعد أحداث الثورة، وفقد قدرته على المواجهة، ما أُضطر معه رئيس الدولة إلى إصدار الأوامر إلى الجيش بالنزول في العاصمة للسيطرة على أحداث العنف. في أعقاب سيطرة التيار الإسلامي على السلطة، فإن جهاز الأمن لم يعد إلى سابق عهده في السيطرة على الأمن الداخلي، نظراً لأن هذا التيار يهدف إلى سيطرة ميليشياته على الأمن، لذلك فلم تهتم الحكومة باستعادة جهاز الأمن لقدرته، بل حاولت تشتيت جهوده في مناطق بعيدة عن العاصمة. الأجهزة الأمنية والرقابة الأخرى تتعدد الأجهزة الأمنية والرقابية في تونس، مثل جهاز الاستخبارات العامة القومية ، وجهاز المخابرات الحربية، وأجهزة الرقابة الأخرى، وكلها تقع تحت السيطرة الكاملة لرئاسة الجمهورية، وتنفذ تعليمات الرئيس، وتنقل إليه كل المعلومات التي تحصل عليها. وهذه الأجهزة تسير على نهج الأجهزة المماثلة في فرنسا، ومعظم كوادرها السابقة نالت قسطاً من التعليم والتدريب في معاهد فرنسية متخصصة، إلا أن هيكلة تلك الأجهزة بالأسلوب العلمي السليم لم يتحقق، وكانت تعتمد على قدرة الأفراد وانتماءاتهم إلى النظام، أكثر مما تعتمد على نظام العمل الاستخباراتي نفسه، ولذلك لم تتمكن من الحصول على المعلومات الصحيحة التي فجرت الثورة وأطاحت بالنظام كله.


ومع ما تحمله أسماء هذه الجمعيات من هدف نبيل، إلا أن الهدف الرئيس منها كان فرض السيطرة والانتشار الإعلامي، سواء في الداخل أو الخارج، وتعمل من خلاله على تمكين عائلتها من احتلال المناصب الرفيعة في المجتمع التونسي، ونهب أموال الشعب دون رقيب أو حسيب، وهو ما كان يشعر به الشعب التونسي قبل الثورة، وما كشفت عنه التحقيقات بعد الثورة. الفصل الثاني: قيام الثورة التونسية الثورة التونسية هي بداية لثورات الربيع العربي التي امتدت من المغرب إلى المشرق على مدى أسابيع قليلة لتغير الخريطة السياسية للمنطقة، وكلها رفعت شعارات القضاء على الظلم والفساد، والمطالبة بالعيش والحرية والديموقراطية والعدالة الاجتماعية. وسيحتاج تحليل الأحداث والوقوف على حقيقة مسار الثورة التونسية خاصة، وثورات الربيع العربي عامة، وقتاً ليس بالقليل لاستبانة أسباب اشتعالها في أوقات متتالية بالأسلوب نفسه والشعارات نفسها.


وهل يدل ذلك على علاقاتها بالنظام الدولي وبناء الشرق الأوسط الجديد، الذي يرتكز علي إعادة دولة الخلافة الإسلامية التي هي نظام عقائدي، يُفرض على شعوب المنطقة، ويستهدف السيطرة على جماعات الإسلام السياسي وتجميعهم داخل هذا الشرق الأوسط، حتى يأمن الغرب من الحركات الإرهابية التي تنفذها جماعات إسلامية فاشية ضد مصالحه؟ أم أن هذه الثورات، ومنها الثورة التونسية، هي ثورة وطنية من أجل الإصلاح؟ والثورة التونسية التي بدأت انتفاضة، في 14 ديسمبر ، رافضة الظلم الواقع على الشعب، لم تكن هي الثورة الوحيدة التي اشتعلت في تونس في السنوات الأخيرة ولكن سبقتها انتفاضات أقل شدة في العامين السابقين لها في وسط وجنوب تونس، أما هذه الانتفاضة فقد دامت زمناً يكفي لأن تنتقل من منبعها بلدة سيدي بوزيد إلى النواحي والمدن الأخرى، وتشتد وطأتها، كما يعود استمرارها إلى قوة وبسالة أهالي هذه البلدة، الذين اختلط لديهم المطلب الاجتماعي بالغضب والدفاع عن الكرامة، الذي وصل إلى حد إحراق النفس بديلاً عن تقبل الذل والهوان. وقد شارك في تحول الانتفاضة إلى ثورة شاملة، كل الشعب ومؤسسات الدولة، بدءاً من مؤسسة الرئاسة التي استهانت بالشباب القائم بالانتفاضة، وأطلقت قوى الأمن لفضها دون قرارات سياسية تزيل الاحتقان.


والحكومة التي غضت البصر عما يحدث في الشارع التونسي، ولم تتخذ من القرارات ما يحول دون تجمع الجهود نحو الثورة وامتدادها إلى أرجاء تونس. والأحزاب والمؤسسات السياسية والاجتماعية، التي لم يظهر لها وجود في الشارع التونسي، ولم تتحرك لاستيعاب الموقف، والاستجابة حتى لأقل قدر من مطالب الجماهير الغاضبة. وأجهزة الاستخبارات التي لم يكن لها من القدرة على تتبع وتحليل ما يحدث في الشارع التونسي، أو هي استشعرت ولكن كانت تحليلاتها خاطئة. وكانت إجراءات الأمن مبعث تحدٍ شديد للجماهير، وكان لهيكل هذا الجهاز من الهشاشة ما يسمح بانهياره أمام قوى الضغط الشعبية. كما كان لتأخير تدخل الجيش الفضل الكبير في سيطرة الثوار على الأمور، بما أدى إلى نجاح الثورة. ونظراً لأن الثورة كانت بلا قيادة، فقد سارع التيار الأكثر تنظيماً والمتربص منذ زمن لكي يصعد إلى سدة الحكم باقتناصها وفرض سيطرته عليها، حيث إن الثوار لم يقرروا إجراءات ما بعد الثورة، ولكنهم أقاموا الاحتفالات بالنصر عندما سقط النظام، وعدوا سقوطه نهاية حلمهم، بينما كان المتربصون يخططون لما بعد إسقاط النظام.


انتفاضة التجار في بن قردان جنوبي شرقي تونس التابعة لولاية مدنين، في أغسطس ، احتجاجاً على تضييق الحكومة على التجارة مع ليبيا، والتي تعد مصدر الرزق الوحيد لأهل هذه المدينة، وتطورت الأزمة لتتخذ منعطفاً خطيراً بعد فرض مزيد من القيود على هؤلاء التجار، حيث اندلعت مواجهات بين الأهالي وقوات الأمن التونسية، استمرت لفترة ليست بالقصيرة حتى تحققت السيطرة الأمنية على الأهالي. أولاً: ثورة 17 ديسمبر لم تخرج مطالب هذه الثورة عن المطالب في الانتفاضات السابقة، ولكن كانت ردود فعلها حاسمة لعدة أسباب: سرعة انتشار الثورة على مساحة واسعة من المدن التونسية، ووصولها إلى العاصمة بعد أن كانت الانتفاضات السابقة تقتصر على المدن البعيدة.


تقلص قدرة الأمن في مواجهة التظاهرات. تأخر قيام الجيش بالتدخل لتأمين النظام والأهداف الحيوية. ارتباك النظام في مواجهة الأحداث وعدم اتخاذ قرارات حاكمة ترضي المتظاهرين. التدخل الخارجي الذي كان نشيطاً وفعالاً بإدانته للنظام وتأييده للثورة. هروب بعض الشخصيات الفاعلة في الإدارة التونسية خوفاً من وصول الانتفاضة إليها. استعداد بعض المتظاهرين للتضحية بأنفسهم من أجل الحصول على حقوقهم. ثانياً: أسباب الثورة تعددت الأسباب ما بين سياسية واقتصادية واجتماعية، وفي كل منها تبدو ملامح الفساد والحكم السلطوي والبعد عن الديموقراطية والحكم السديد، وارتباك القيادة السياسية وعدم استشعارها بحس الشعب ومطالب الجماهير. كذلك طبيعة الشعب التونسي الذي تتأصل فيه جذور الحضارة، والذي كان قادراً على استيعاب المتغيرات، ولديه الصبر على احتمالها لفترات محدودة، وله القدرة على انتهاز الفرص الملائمة للانفجار لتصحيح هذه الأوضاع والإطاحة بالمتسببين فيها. أدى ذلك إلى غضب شعبي وبحث عن فرصة للإطاحة به. وفي هذا المجال أيضاً لا يمكن إهمال المتغيرات العالمية في دعم القيام بالثورة، وهذه المتغيرات تتحدد في الآتي ثورة المعلومات والاتصالات التي تخترق الحدود وتضع صورة حقيقية لما يحدث في العالم أمام الشعوب.


وعند ذلك، فإن هذه الشعوب تقارن فيما يحدث لها مع الحريات التي يتمتع بها الآخرون. وربما يكون الإعلان الأمريكي في اليوم الثامن للانتفاضة برفض ما يقوم به النظام ضد الشعب التونسي دليلاً على أن يد النظام العالمي متورطة في ذلك، أو أن هذا النظام ينتهز الفرصة لفرض سيطرته على الأوضاع في تونس. رفض الدول الأوروبية استقبال الرئيس التونسي، الهارب يوم 14 يناير ، على أرضها، يعتبر دليلاً على مشاركتها أو دفعها لأحداث تونس أو تأييدها للثورة. في السياق نفسه، فإن هناك الكثير من الأسباب لقيام الثورة التونسية، التي بدأت بانتفاضة في 17 ديسمبر ، ثم تحولت إلى ثورة كاملة، في 14 يناير ، بعد سقوط النظام. الأسباب السياسية اتساع الفجوة بين الشعب والنظام، وتصاعد رفض الشعب للسلطات الحاكمة. وأهم الأسباب التي دعت إلى ذلك: أ. في التعديل نفسه، في محاولة لتحسين صورة النظام، أصدر قانوناً لإنشاء أحزاب غير فاعلة، ونشاطها السياسي ضئيل، وهي أحزاب الخضر، واتحاد الديموقراطيين الإشتراكيين.


قرر الرئيس مواصلة حظر حركة النهضة وحزب العمال الشيوعي التونسي، نظراً لشعبيتهما العالية لدي الأوساط الشعبية، خاصة العمالية. التحريض على اغتيال شاب تونسي، تمكن من اختراق الشبكة المعلوماتية لقصر قرطاج، واكتشف أسماء عملاء إسرائيليين بالموساد يعملون بالتجسس على قادة منظمة التحرير الفلسطينية بتونس في الثمانينيات، وادعت السلطات التونسية أنه قُتل في حادث سيارة. تدني الاهتمام بقضايا حقوق الإنسان واحترام سيادة القانون ، خاصة في مجال اعتقال المعارضين، وتزايد أعداد سجناء الرأي. الانغلاق إعلامياً حتى لا تتسرب خبايا النظام السلطوي ، وفي هذا المجال قامت السلطات التونسية بإغلاق العديد من القنوات الإعلامية ومنعها من مزاولة نشاطها على الأراضي التونسية، ومنها قناة الجزيرة، يوتيوب، وغيرها.


ثبت للشعب أن النظام التونسي ليس له علاقة بمزاج الشارع التونسي والرأي العام بعامة ، وقد بدا غير ميال للمشاركة في القضايا العربية، ورتب علاقاته مع إسرائيل منذ أوسلو، وجعل قبلته الشمال على نحو سافر وعلني، دون بناء تعاون عربي فعال. بالرغم من الإجراءات التعسفية لحجب الإعلام الخارجي عن الشعب التونسي، إلا أن طبيعة الإعلام الكوني الذي لا يعترف بالحدود السياسية، قد ترسب في ضمير الكثير من فئات الشعب، خاصة فئة الشباب الذي كان يبحث عن مستقبل أفضل. وقد كانت الفجوة الواسعة بين الإعلام الداخلي، الذي يعمل على تحسين صورة النظام، والإعلام الخارجي الذي يظهر حقيقة هذا النظام وأخطاءه، كفيلاً ببناء رأي عام مناهض للسلطة التونسية.


تصاعد الخلاف بين الغرب والنظام التونسي ، وكانت أهم مظاهره الآتي: أ. توجه الغرب، بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، لبناء الشرق الأوسط الجديد، وذلك يتطلب تغييرات في نظم الحكم القديمة، وتصعيد التيار الإسلامي السياسي. وكانت تونس مهيئة لذلك. تصعيد الاتهامات للنظام التونسي بعدم الشفافية والعدالة. فتور دعم الغرب للنظام الحاكم، وتصعيد انتقاداته في مسائل حقوق الإنسان، والتعامل مع القوى السياسية المعارضة. مساندة الغرب لحركة الإخوان المسلمين، بحسبان أنها حركة وسطية غير متشددة، واعتماده عليها في تغيير مسار المنطقة، خاصة في مجال احتواء الإرهاب، ومن هنا أظهر الغرب تعاطفه مع حركة النهضة في مواجهة النظام التونسي. للضغط على النظام التونسي، أقدم الغرب على تقليص الاستثمار في تونس.


السياسة التعليمية المتدنية أ. عملت الحكومة على استهداف النظام التعليمي وتطويعه، لتجفيف المنابع الدينية والثقافية، والعمل على زوال الحس الديني والأخلاقي، بما أدى إلى تفشي الانحلال الأخلاقي، وهو ما حاولت حركة النهضة استغلاله ضد النظام في نفس المجال، فقد تصاعد نقد الغرب للحكومة التونسية في تطبيقها للنظم التعليمية. عدم سعي الحكومة إلى الربط ما بين مناهج التعليم ومتطلبات العمل، ما أدى إلى البطالة من جانب، وعدم حصول متطلبات العمل من جانب آخر. القمع والتعتيم الإعلامي لإخفاء سلبيات النظام أ. يُعد هذا القمع سمة من سمات النظام السلطوي لإحكام السيطرة على مقدرات الدولة، وغاب عن النظام أن ثورة الاتصالات قد حطمت القيود والحدود، وأصبح الإعلام يصل إلى الجميع في وقت واحد.


توسع النظام في عمليات التعذيب الممنهج لسجناء الرأي، خاصة أصحاب الاتجاه الإسلامي، كذلك ترهيب الحقوقيين وتهديدهم والتضييق على أنشطتهم. التشديد على مراقبة المعلومات وتصفيتها عبر وزارة الاتصالات، واستعمال لغة خطاب سلطوي للتسويق لسياسة الدولة في الداخل والخارج، وتكليف النخب المأجورة للدعاية للنظام وتحسين صورته لدي الجماهير. تركيز الإعلام على البرامج الرياضية، وبعض البرامج الاجتماعية المسجلة التي تتعرض للرقابة، كذلك التوسع في البرامج التي تؤيد النظام ويديرها إعلاميون مأجورون. وقد نجحت هذه العائلات في إغلاق أسواق العمل تجاه أي شركات أو مؤسسات أخرى، وتمكنت من التحكم في سوق العمل والاقتصاد التونسي تحكماً كاملاً، واستخدمت نظم الدولة الأمنية لخدمة أهدافها، بتطبيق نظم القهر والقضاء على المعارضة التي تحاول نقد أساليبها السلطوية.


كل ذلك وهو شاب في أوائل الثلاثينيات، وقد كشف موقع ويكيليكس، عن وثائق دعم مؤسسة الرئاسة له، بما فيها مصادرة ممتلكات، وتطويع القوانين العامة خاصة في المجال الاقتصادى من أجل حصوله على كل ما يريد من قروض وضمانات، وبما أدى إلى تحويل المؤسسات العامة إلى ملكية خاصة له. نتيجة لمحدودية سوق العمل، وإغلاق أسواق الرزق في وجه الشباب، فقد أفرز ذلك الآتي: أ. لجوء خريجي الجامعات للعمل باعة جائلين في الأسواق، ولا سيما في المحافظات الجنوبية الأكثر فقراً، وانعداماً لفرص العمل. انتشار عصابات الجريمة المنظمة للسطو على الآمنين وتهديدهم. زيادة معدلات التضخم الذي نتج عنه ارتفاع الأسعار وعجز الميزان التجاري، بسبب تزايد الواردات ونقص الصادرات؛ ومن ثم تدهورت القدرة الشرائية للمواطن التونسي العادي، خاصة بعد انخفاض العملة التونسية الدينار أمام اليورو الذي هو عملة الاستيراد. أدت المحسوبية إلى عدم تكافؤ الفرص بين أفراد الشعب الواحد، وإلى وضع الرجل غير المناسب في مناصب لا يستحقها، مع وجود من هو أكفأ منه، كما أدى انتشار الرشوة إلى فساد اقتصادى كبير جعل هذا الاقتصاد يتسم بعدم الشفافية، وفقد كثير من مؤسسات الدولة صدقيتها في نظر الشعب في الداخل، وفي نظر المؤسسات الدولية التي تتعامل مع تونس، وفي مقدمة هذه المؤسسات التي اتسمت بعدم الشفافية الأمن ـ الحكومة ـ القضاء ـ الجهات الإدارية.


استعداء النظام المتسلط لرجال الأعمال، نظراً لسيطرة عائلات بعينها على اقتصاد الدولة، والذي أدى بدوره إلى انكماش الاستثمارات الوطنية، إلى جانب انكماش الاستثمار الأجنبي الذي يشترط الشفافية ونزاهة المؤسسات الحكومية، وكل ذلك أدى إلى تباطؤ إيجاد فرص العمل للشباب. التمييز في تنمية أراضي الدولة، فبينما تهتم الحكومة بتنمية الشريط الساحلي، فإنها تهمل التنمية في عمق البلاد خاصة محافظات الجنوب، وقد أدى ذلك إلى تدهور الأحوال الاقتصادية في محافظات الجنوب، وتوجه سكانها إلى الاقتصاد الموازي الذي يعتمد على التهريب، وعدم دفع الضرائب، وكانت المناطق المتاخمة للحدود الليبية والجزائرية هي الأكثر في عمليات التهريب. في مواجهة كل هذه السلبيات لم تشرع الحكومة التونسية في إيجاد حلول اقتصادية واجتماعية للتغلب على المشكلات التي تسود المجتمع، بل جعلت السياسة الأمنية بديلاً للحلول العملية والسياسية، وارتضت أن يستمر نهج الاقتصاد التونسي معتمداً على السياحة وصناعة النسيج وتصدير الفوسفات وزيت الزيتون، ولم تفطن بأن هذا النهج بدأ يتقلص نتيجة التهديدات المجتمعية وكراهية النظام.


مما سبق، فإن كل عوامل وأسباب الثورة كانت تلوح في الأفق، وتشعر بها الجماهير وتستعد لها، بينما كان النظام غائباً عما يحدث في الشارع التونسي، ويهتم بحصاد المصالح له وللتابعين، فكان تفجر الثورة هو الشيء الوحيد الممكن لإنقاذ شعب تونس مما يعانيه. المبحث الخامس: تطور أحداث الثورة بدأت الانتفاضة التونسية، في 17 ديسمبر ، بسلسلة اضطرابات بدأت في مدينة منزل بو زيان بولاية سيدي بو زيد وسط تونس كم من العاصمة ، بإقدام الشاب محمد بوعزيزي على الانتحار بإشعال النار في نفسه اُنظر صورة الشاب محمد بوعزيزي ، عندما أظلمت الدنيا في عينيه، وهو شاب جامعي لم يجد فرصة عمل بعد تخرجه، واضطر أن يعمل بائعاً متجولاً على عربة خضروات وفاكهة، حتى يجد قوت يومه له وأسرته، وفي هذا اليوم داهمته قوات الأمن، وصادرت عربته ورُفض طلبه في استعادة العربة.


مس هذا الحادث شعور الآلاف من الشباب والأسر التي تعاني نفس المصير وتقع تحت تهديدات الأمن، وأعمال العنف والاعتقالات، لذلك، فقد انتشرت تفاصيل هذا الحادث بسرعة البرق إلى أرجاء المناطق المحرومة في تونس، حيث أعقبها حادث مماثل لشاب جامعي يعاني من الفقر والبطالة. ولكن لجأ إلى الحلول الأمنية التي قُوبلت بتحد كامل من المتظاهرين. في السياق نفسه، لم يراقب الرئيس التونسي ما يدبره النظام العالمي تجاهه وتجاه المنطقة، فكانت قراراته الداخلية تُتخذ على أن الغرب ظهير له وحليف لحكمه، وهذا مخالف تماماً للواقع، فكانت قراراته خاطئة أبداً، وتأتي رد فعل لما فات أوانه، ولا يساير حقيقة الموقف على أرض الواقع، بل تؤدي إلى ارتفاع سقف المطالب الجماهيرية. وأخطأ الرئيس التونسي عندما اعتقد أن الانتفاضات التي تشتعل في كل مكان، يدبرها إرهابيون وخارجون عن القانون، دون أن يحاول تعرف الأسباب الحقيقية لهذا الامتداد الاحتجاجي في مشارق الدولة ومغاربها، بل أنه زاد من حدة التظاهرات عندما سخر من المتظاهرين وتوعدهم بالعقاب، واتهمهم بأن جهات أجنبية تحركهم.


على الرغم من الطابع العفوي للثورة، إلا أنها جاءت نتيجة حتمية لسياسات النظام الغوغائية في قسوتها ضد المعارضة، لاسيما الإسلامية منها. كشفت الثورة في تونس عن علاقة وثيقة بين النظام الحاكم والكيان الصهيوني، فقد كشفت بعض المصادر عن أن قوات الأمن التونسية كانت تستخدم قنابل غازات مسيلة للدموع إسرائيلية الصنع لتفريق المتظاهرين. كما كان هناك تعاونٌ استخباراتي، إلى جانب مشروع ترجمة الكتب العبرية. يرى كثير من المحللين أنه لم يكن قفز التيار الإسلامي على السلطة ممثلاً في تيار النهضة، الذي سرعان ما تحول إلى حزب وجمع حوله حزبين آخرين مؤتلفاً معهما ليحكم تونس ويستقطب الجماهير، مجرد صدفه أو نتيجة لشأن داخلي خالص، ولكن تنفيذاً لخطة متكاملة في نطاق إستراتيجية بناء الشرق الأوسط الجديد، الذي يعتمد في حكمه على تنظيم سني إسلامي على نمط الدولة العثمانية القديمة، ويجابه التيار الشيعي، ويحتوي أقطاب الفاشية الإسلامية ويبعدهم عن أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية.


على مدى ثلاث سنوات متصلة لم يتحقق الاستقرار لتونس، ولم ينجح التيار الإسلامي في تحقيق العدالة الاجتماعية أو الديموقراطية، أو بناء دولة حديثة، وبدأ ينكشف أمره داخلياً، وبدأت الجماهير والأطياف والمنظمات تطالب بالحرية وحقوقها المفقودة. تمكن المحيطون بالشاب بو عزيزي من إطفاء النيران المشتعلة به بعد أن أصيب بحروق شديدة أدخلته المستشفي، حيث توفي في 5 يناير ، ولكن هذا الحادث حرك المياه الراكدة في تونس كلها بدءاً من ولاية سيدي بو زيد. في أعقاب ذلك انطلقت التظاهرات في سيدي بوزيد اُنظر صورة بداية الانتفاضة ، على مدار الفترة من 18 — 23 ديسمبر ، حيث وقعت مصادمات شديدة بين الأمن والمتظاهرين المحتجين، وقامت قوات الأمن باعتقال العشرات من المحتجين، الأمر الذي شاع إعلامياً، ووصل إلى سائر أرجاء البلاد، خاصة المناطق المحيطة بولاية سيدي بو زيد، بعد إشعال شاب آخر في نفسه النيران احتجاجاً على تردي الحالة الاقتصادية في الولاية.


مع استمرار التظاهرات، بدأت موجات الغضب في ولاية سيدي بو زيد، اعتباراً من 24 ديسمبر ، تخرج عن سيطرة الأمن، الذي لجأ إلى استخدام الرصاص الحي لإيقاف الاحتجاجات، حيث سقط قتيلان في مدينة منزل بو زيان التابعة لنفس الولاية، ما أدى إلى تزايد موجات الغضب وانتقالها إلى الولايات المجاورة، بدءاً من 27 ديسمبر ، إذ تعاظم نقل الإعلام الدولي خاصة قناة الجزيرة، والعربية والقنوات الأجنبية للأحداث، كاملة، ما أدى إلى نقل صورة الاحتجاجات إلى العالم أجمع. اشتدت الحركات الاحتجاجية في الولايات المجاورة لولاية سيدي بو زيد، وولايات أخرى بعيدة عنها، واستخدمت قوات الأمن أقصي درجات العنف في التصدي للتظاهرات، وسقط قتلي برصاص الأمن في ولايات القصرين، والرقاب، وبدأت العديد من الولايات الأخرى في الاستعداد للمشاركة في التظاهرات والاحتجاجات.


على الجانب الآخر، قام الإعلام الرسمي للدولة بتشويه صورة التظاهرات، وتوجيه الاتهامات للتيارات الإسلامية باستغلال الوضع الداخلي، وتأجير الإرهابيين والمنحرفين لإشعال موجات الغضب، بهدف إشاعة عدم الاستقرار في البلاد. بعد 13 يوماً من موجات الاحتجاج اُنظر صورة أحد مظاهر الاحتجاجات ، في 30 ديسمبر ، جاء أول رد فعل من الرئيس التونسي، حيث ألقي خطاباً مسجلاً في وسائل الإعلام، يتهم فيه المتظاهرين بالعمالة ويعدهم بمحاكمات على ما اقترفوه في حق الشعب التونسي. وأصدر عدة قرارات، منها عزل العديد من رؤساء الولايات، منها ولاية سيدي بو زيد، ووعود بتوفير فرص عمل، وشفافية التحقيقات مع المعتقلين، وتقديم المتهم منهم إلى العدالة. ولكن ذلك لم يغير في الأمر شيئاً، حيث جاء الخطاب متأخراً جداً، وبعد أن اجتاحت التظاهرات الولايات الجنوبية وفي وسط تونس، والنداء بإسقاط النظام حلاً وحيداً، إلى جانب انتقال الاحتجاجات إلى ولايات الساحل.


بدأت أصوات تتساءل عن أسباب عدم تدخل الجيش لإيقاف الاحتجاجات، وكان الرد هو أن الجيش ـ دستورياً ـ ليس له شأن بالسياسة، ومن ثم لم يكتسب خبرات التصدي للتظاهرات، أو خبرة الدفاع عن النظام القائم، أو في ضبط البلاد في مواجهة الانتفاضات الشعبية. وكل ذلك ينحصر في مهام الأمن، الذي يحرص الرئيس على تقويته، حتى في مواجهة الجيش نفسه، تخوفاً من الانقلابات العسكرية. في الوقت نفسه، بدأت أصوات المعارضة تخرج للإعلام، وتدين لجوء السلطة إلى القوة ضد المتظاهرين، وتطالب بتنمية شاملة وعادلة لمحاربة الفقر. كما طالبت المعارضة تشكيل حكومة إنقاذ وطني لتصحيح مسار الدولة. في الفترة من 1 — 7 يناير ، انتشرت المواجهات العنيفة في أرجاء متفرقة من البلاد بين المتظاهرين، الذين تطورت مطالبهم من مجرد عيش كريم وفرص عمل والقضاء على الفساد، إلى إسقاط النظام، وبدأت موجة جديدة من الاحتجاجات بحرق مقار الحزب الحاكم حزب التجمع الدستوري الديموقراطي ، إلى جانب مقرات حكومية أخرى فيالعديد من المحافظات. وأصبح هذا الشاب من تلك اللحظة هو الرمز للثورة التونسية. استمرت التظاهرات في معظم الولايات، مع بداية اقترابها من العاصمة، وكانت ولايات سيدي بو زيد، والقصرين، والقيروان، والرقاب، هي الأشد في الاحتجاجات، وتوسعت قوات الأمن في استخدام الرصاص الحي ضد المتظاهرين دليلاً على فشلها في السيطرة على الموقف، وأدى ذلك إلى سقوط نحو 50 قتيلاً وعشرات الجرحي من المتظاهرين.


واستخدمت قوات الأمن فرق من القناصة، لاصطياد النشطاء من المتظاهرين. ولكن ذلك لم يوقف سيل التظاهرات الذي بدأ يقترب من ولايات الساحل، وفي مقدمتها العاصمة تونس. كما ترددت بيانات الإدانة من قوى العالم المختلفة، خاصة الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية، وكلها تنادي الحكومة باتخاذ إجراءات لإيقاف العنف وحل مشكلات الجماهير الغاضبة. أمام موجات العنف، قررت الحكومة، في 10 يناير ، إيقاف الدراسة بالمدارس والجامعات، ومنع التجمعات في المناطق الحيوية والميادين. وأعلن في الخطاب نفسه، عن حزمة قرارات لصالح الجماهير، منها تدبير ألف وظيفة للعاطلين وبمشاركة القطاع الخاص، خاصة الحاصلين على شهادات جامعية، كذلك القضاء على الفساد في مؤسسات الدولة.


كما اقترح عقد ندوة وطنية تشارك فيها المجالس الدستورية والأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني والجامعيين، بهدف اقتراح خطط إستراتيجية جديدة لدعم سياسة العمل، وتعهد بإعطاء دفعة جديدة للإعلام وتخصيص مساحات إعلامية أوسع لولايات الجنوب لتعبر عن مشكلاتها. لم يكن لخطاب الرئيس أي تأثير في الموقف، حيث دخلت التظاهرات، منذ صباح يوم 11 يناير، منعطفاً جديداً بانتشارها في أرجاء العاصمة والعديد من المدن الساحلية الرئيسة، وهو تحول خطير لم يكن يتوقعه النظام، وجاء نتيجة للفشل في إصدار القرارات السياسية. لعلاج الموقف في الوقت المناسب، وفشل قوات الأمن في التعامل مع التظاهرات السلمية. وسارت عدوى التظاهرات بين المدن التي عانت كثيراً، خاصة أن السبب مشترك، ونشطت النقابات العمالية والجمعيات المدنية، وربما تكون هناك قوى أخرى ساندت هذه التظاهرات، وقد صاحبت التظاهرات في العاصمة أعمال عنف ونهب وحرق للمقرات، وتهديد كامل للأمن.


أمام فشل قوات الأمن في السيطرة على الموقف، صدرت الأوامر لقوات الجيش، في 12 يناير، بالانتشار في العاصمة وفي بعض الأحياء الشعبية المحيطة بها، للسيطرة على الموقف ودعم قوات الأمن. وقد أدى تدخل قوات الجيش في هذا اليوم إلى سقوط نحو ثمانية قتلى وعشرات المصابين. بالرغم من كل الإجراءات الأمنية، فقد اشتدت الاحتجاجات في العاصمة، واضطر الجيش إلى الانسحاب بقواته من وسط العاصمة إلى الأطراف التي تشتد فيها التظاهرات، تاركاً للأمن مسؤولية تأمين المناطق التي انسحب منها. وازدادت أعداد القتلى والجرحى، كما ازدادت عمليات حرق المرافق والمقرات، وامتدت إلى حرق ممتلكات الأفراد من عائلة الرئيس وعائلة زوجته، خاصة في منطقة الحمامات السياحية جنوبي تونس العاصمة. وتعالت الاحتجاجات الدولية على النظام التونسي، سواء من الولايات المتحدة الأمريكية أو دول الاتحاد الأوروبي، مطالبة الحكومة التونسية باتخاذ إجراءات فورية لإيقاف العنف وتحقيق مطالب الجماهير. تسارعت الأحداث يوم 14 يناير، وخصوصاً امتداد التظاهرات وشدتها في مواجهة قوات الأمن في قلب العاصمة تونس، ما حدا بالرئيس التونسي إلى اتخاذ العديد من القرارات أهمها: أ.


إعلان حالة الطوارئ في البلاد، وعودة الجيش بقوة إلى شوارع العاصمة، التي باتت تشهد حالة انفلات أمني، وذلك في ظل عناصر أمنية مرتبطة بالنظام تحرق وتزرع الرعب، وهو ما تأكد لدي أجهزة الاستخبارات. إعلان حل الحكومة، وإجراء انتخابات برلمانية مبكرة. منع التجمعات لأكثر من ثلاثة أشخاص، حيث يجرى القبض عليهم أو إطلاق النيران تجاههم في حالة محاولتهم الهرب. تقييد ما ينشر في وسائل الإعلام، وفرض رقابة شديدة على النشر، ومنع مندوبي وسائل الإعلام من الوصول إلى أماكن الاضطرابات لنقلها عبر وسائل الإعلام. وقد اعترفت الولايات المتحدة الأمريكية بأن الجيش هو الذي أجبر الرئيس على التنحي ومغادرة البلاد، حتى تهدأ الأمور ولا يزداد الموقف حرجاً.


ثالثاً: مغادرة الرئيس التونسي للبلاد لم تستطع قرارات الرئيس وإجراءاته إيقاف الاحتجاجات التي اقتربت من القصر الرئاسي نفسه، وباتت تهدد الرئيس وأسرته. لذلك قرر الرئيس المغادرة، وأجري العديد من الاتصالات، أهمها: اتصال بالعقيد القذافي رئيس ليبيا ، لتدبير طائرة لتنقله من تونس إلى المكان الذي يلجأ إليه. اتصالات مع العديد من دول أوروبا يطلب اللجوء إليها، وكلها رفضت ذلك. اتصال بالمملكة العربية السعودية، والتي وافقت على استقباله لأسباب إنسانية. وقد ادعى الغنوشي أنه أخذ تفويضاً من الرئيس السابق بذلك، كما أعلن عن إجراء مشاورات مع الأحزاب والقوى السياسية من أجل التهدئة والخروج بتونس إلى بر الأمان. وبالرغم من إعلان الغنوشي احترامه للدستور والشروع بالقيام بإصلاحات سياسية واجتماعية، إلا أن تظاهرات صاخبة خرجت عقب إلقاء بيانه، تطالبه بالرحيل. وفي هذا اليوم أيضاً، استمرت العناصر الأمنية المؤيدة للنظام السابق في إجراء أعمال عنف عشوائية ضد أفراد الشعب. وضد المنشآت والأهداف الحيوية بدافع النهب والسرقة.


في الوقت نفسه، بدأت رموز النظام السابق في البحث عن محاولات للهرب خارج تونس، سواء عبر الحدود مع ليبيا أو الجزائر، أو من خلال وسائل أخرى، إلا أن البعض منهم اعتقل. ويمكن تلخيص أسباب نجاح الثورة في الآتي: هشاشة النظام في تونس، بالرغم من كل إجراءات الأمن والحماية التي نسجها النظام حول نفسه، واقتنع بتحصينها ضد كل تيارات مضادة. هشاشة نظام الأمن، الذي لم يكن يعتمد على أسس علمية في متابعة الموقف والحصول على معلومات وتحليلها ورسم سيناريوهات المستقبل، ولم يقدر احتمالات وقوى الشعب ضده. التعبئة الشعبية ضد النظام الفاسد، فعندما جاءت لحظة الانفجار لم يتمكن أحد من مواجهتها أو إيقافها. وهو أمر يحسب للشعب التونسي عندما قرر الثأر لكرامته. التردد في استخدام الجيش للتصدي للتظاهرات كان إجراءً إيجابياً لصالح الثورة نفسها، حيث مكّن الاحتجاجات من التغلب على إجراءات الأمن القمعية. Internet Archive logo A line drawing of the Internet Archive headquarters building façade. Search icon An illustration of a magnifying glass.


User icon An illustration of a person's head and chest. Sign up Log in. Web icon An illustration of a computer application window Wayback Machine Texts icon An illustration of an open book. Books Video icon An illustration of two cells of a film strip. Video Audio icon An illustration of an audio speaker. Audio Software icon An illustration of a 3. Software Images icon An illustration of two photographs. Images Donate icon An illustration of a heart shape Donate Ellipses icon An illustration of text ellipses. Internet Archive Audio Live Music Archive Librivox Free Audio. Featured All Audio This Just In Grateful Dead Netlabels Old Time Radio 78 RPMs and Cylinder Recordings. Metropolitan Museum Cleveland Museum of Art. Featured All Images This Just In Flickr Commons Occupy Wall Street Flickr Cover Art USGS Maps. Top NASA Images Solar System Collection Ames Research Center.


Internet Arcade Console Living Room. Featured All Software This Just In Old School Emulation MS-DOS Games Historical Software Classic PC Games Software Library. Top Kodi Archive and Support File Vintage Software APK MS-DOS CD-ROM Software CD-ROM Software Library Software Sites Tucows Software Library Shareware CD-ROMs Software Capsules Compilation CD-ROM Images ZX Spectrum DOOM Level CD. Books to Borrow Open Library. Featured All Books All Texts This Just In Smithsonian Libraries FEDLINK US Genealogy Lincoln Collection. Top American Libraries Canadian Libraries Universal Library Project Gutenberg Children's Library Biodiversity Heritage Library Books by Language Additional Collections. Featured All Video This Just In Prelinger Archives Democracy Now!



أدى ذلك إلى اندلاع شرارة المظاهرات في يوم 18 ديسمبر وخروج آلاف التونسيين الرافضين لما اعتبروه أوضاع البطالة وعدم وجود العدالة الاجتماعية وتفاقم الفساد داخل النظام الحاكم. كما أدى ذلك إلى اندلاع مواجهات بين مئات من الشبان في منطقة سيدي بوزيد وولاية القصرين مع قوات الأمن لتنتقل الحركة الاحتجاجية من مركز الولاية إلى البلدات والمدن المجاورة كالمكناسي والرقاب وسيدي علي بن عون ومنزل بوزيانو القصرين وفريانة ونتج عن هذه المظاهرات التي شملت مدن عديدة في تونس عن سقوط العديد من القتلى والجرحى من المتظاهرين نتيجة تصادمهم مع قوات الأمن، وأجبَرت الرئيس زين العابدين بن علي على إقالة عدد من الوزراء بينهم وزير الداخلية وتقديم وعود لمعالجة المشاكل التي نادى بحلها المتظاهرون، كما أعلن عزمه على عدم الترشح لانتخابات الرئاسة عام لكن الاحتجاجات توسعت وازدادت شدتها حتى وصلت إلى المباني الحكومية مما أجبر الرئيس بن علي على التنحي عن السلطة ومغادرة البلاد بشكل مفاجئ بحماية أمنية ليبية إلى السعودية يوم الجمعة 14 يناير لكن المجلس الدستوري قرر بعد ذلك بيوم اللجوء للفصل 57 من الدستور وإعلان شغور منصب الرئيس، وبناءً على ذلك أعلن في يوم السبت 15 يناير عن تولي رئيس مجلس النواب فؤاد المبزع منصب رئيس الجمهورية بشكل مؤقت إلى حين إجراء انتخابات رئاسية مبكرة خلال فترة من 45 إلى 60 يومًا.


وشكلت الثورة التونسية المفجر الرئيسي لسلسلة من الاحتجاجات والثورات في عدد من الدول العربية. مع نهاية عام ، انطلقت ثورة تونس التي أطلق عليها ثورة الياسمين تعبيراً عن طبيعة الشعب التونسي الذي يعشق الجمال والفن، ويتخذ من الزهور الجميلة متنفساً لهذا العشق، وقد كان اندلاع هذه الثورة مفاجئاً للعالم، ولكنه لم يكن مفاجئاً للشعب التونسي ذاته، الذي كان قد فاض به الكيل من سيطرة نظام سلطوي فاسد، أطاح بالقيم التونسية المتوارثة، وعمل لمصلحته فقط. وأثبتت هذه الثورة أن النظام الفاسد يعتمد على أجهزة هشة بالإمكان الإطاحة بها بسهولة، عندما يشتد عود الثوار، وتزداد إرادتهم في التصدي لهذا النظام وإسقاطه، وعندما تنكشف المؤسسات الحامية للنظام، وتتساقط هي الأخرى تباعاً.


ففي يوم الجمعة 17 ديسمبر من عام قام شاب تونسي يُدعى محمد البوعزيزي وهو من العاطلين عن العمل بإضرام النار في نفسه احتجاجاً على مصادرة السلطات البلدية في مدينة سيدي بو زيد لعربة يبيع عليها الفاكهة والخضار، وللتنديد برفض سلطات المحافظة قبول شكوى أراد تقديمها في حق الشرطية فادية حمدي. وتوسعت دائرة الاحتجاجات بولاية سيدي بوزيد لتنتقل الحركة الاحتجاجية من مركز الولاية إلى البلدات والمدن المجاورة كالمكناسي والرقاب وسيدي علي بن عون ومنزل بوزيانو القصرين وفريانة، حيث خرج السكان في مسيرات حاشدة للمطالبة بالعمل وحقوق المواطنة والمساواة في الفرص والتنمية، وقد تطورت الأحداث بشكل متسارع وارتقت الاحتجاجات لتأخذ طابع سياسي ومطالبة الشعب بتنحي الرئيس بن علي عن منصبه وبالحريات ومحاسبة العابثين بالأموال العامة والتحقيق بقضايا الفساد.


والثورة التونسية — بعد نحو ثلاث سنوات من قيامها — لا تزال تحتضن الكثير من أسرارها ولم تفصح عنها حتى الآن، فالثورة انطلقت بإرادة شعبية تمثل انتفاضة انطلقت في بلدة صغيرة وسط غرب البلاد، وامتدت تباعاً لتصل إلى العاصمة، وتطيح بالنظام، وكان هناك المتربصون من أجل القفز على الحكم، منتهزين فرصة عدم وجود قيادة للثورة. الثورة التونسية امتدت جغرافياً في اتجاه الشرق في توقيتات متسارعة؛ لتطيح بنفس الأنواع من الأنظمة الفاسدة، سواء في مصر أو ليبيا أو سورية أو اليمن، مع اشتعال قلاقل في مناطق أخرى، وبما يثير الشكوك في تحديد الفاعل الرئيس لهذه الثورات. هل هو اندفاع الشباب الباحث عن العيش والحرية والعدالة والاجتماعية؟ أم أنه تنفيذ لسيناريو الفوضى الخلافة التي أعلنت عنها وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس، عام وربما يتكشف مفتاح تلك الأسرار قريباً، خاصة بعد ثورة 30 يونيه ، في مصر، والتي كشفت دور القوى الغربية في محاولات بناء الشرق الأوسط الجديد على حساب شعوب المنطقة.


وحتى نهاية عام لم تستقر أوضاع الثورة في تونس، أو في دول الربيع العربي، وهو ما يحتاج إلى التعمق في الدراسات التي يشملها هذا البحث. وتصاعد التيار الديني المتمثل في الإخوان المسلمين من أجل الهيمنة وبسط النفوذ، وربما يكون الصراع القائم حالياً على أرض تونس للبحث عن خريطة طريق للمستقبل، وبعد ثلاث سنوات من قيام الثورة هو أكبر دليل على أن الشعب التونسي لن يقبل سيطرة فصيل واحد على الحكم، وأثبتت أنه شعب يمتلك حراكاً وطنياً وقدره على التغيير وامتلاك الإرادة؛ وإن كانت الثورة لم تستقر حتى الآن، وتحقق أهدافها، فإنها قطعت شوطاً لا بأس به من أجل التغيير إلى الأفضل. الفصل الأول : مقدمات الثورة التونسية إن ثورة بحجم الثورة التونسية التي أطاحت بنظام استبدادي ظل قابعاً في السلطة لمدى 23 عاماً، لا يمكن أن تأتي من فراغ، ولكن لابد أن تكون ذات جذور، ليس على المستوى المحلي فقط، ولكن على المستوى الإقليمي والعالمي أيضاً، فالثورات ليست جديدة على الشعب التونسي الذي أجج العديد منها، ولكن الأمر الجديد هو أن تُولد هذه الثورة في بيئة عالمية تدعو إلى التغيير وتباركه، من أجل بناء شرق أوسط جديد لصالح قوى معينة ودون مصلحة الشعوب.


إن تحليل تطور الأحداث، التي بدأت بالثورة التونسية، في 17 ديسمبر ، وامتدت إلى العديد من الدول، وأطلق عليها ثورات الربيع العربي، قد فك بعض رموزها، وأظهرت العديد من الحقائق الغائبة التي يجب الوقوف أمامها، من أجل تعرف الأسباب الحقيقية للثورة التونسية، والوقوف على أهداف الثورة ومسارها ومستقبلها، والأدوار التي قامت بها الأطراف المختلفة، وحجم المكاسب والخسائر لكل طرف، وانعكاساته على دولة تونس نفسها. ثم التعرف بدقة لماذا تونس أولاً؟. من خلال هذا التحليل يمكن بدقة تعرف أحد أهم أسباب قيام الثورة التونسية، ومن هو المحرك الرئيس لهذه الأسباب؟ ولماذا لم تحقق الثورة التونسية أهدافها حتى الآن؟ وفي البداية نشير إلى أن بعض الأحداث أثبتت أن الإستراتيجيات العالمية، وفي مقدمتها الإستراتيجية الأمريكية تجاه الشرق الأوسط، قد تغيرت تماماً عن ذي قبل، وإذا كانت الثورة التونسية تتعثر حالياً، فإن هناك أهدافاً عالمية تساند أطرافاً بعينها من أجل تغيير خريطة الشرق الأوسط.


في السياق نفسه، فإن الشعوب أيضاً تغيرت، ومنها الشعب التونسي الذي يبحث عن الأمل في الحرية والعيش بكرامة، ومن هنا يأتي الصدام بين الشعب والنظام المتحالف مع قوى خارجية. المبحث الأول : توجه النظام العالمي لتغيير الخريطة السياسية للشرق الأوسط في البدء يجب ألا نبتعد عن أهداف النظام العالمي فيما يحدث في المنطقة، فالعولمة اخترقت وقاربت الحدود والأهداف، والقوى الكبرى تبحث عن مصالحها في المناطق الإستراتيجية، وتستنبط طرقاً ووسائل جديدة لتحقيقها دون أن يشار إليها بأنها قوى احتلال أو أعداء لدول هذه المنطقة. والشرق الأوسط يشكل منطقة إستراتيجية مهمة على خريطة العالم السياسية، بما يجعله الهدف الرئيس لاهتمام القوى الكبرى على مر العصور، لأجل فرض قدر من السيطرة على أرجائه أو احتوائه لتحقيق مصالح هذه القوى، فالشرق الأوسط يمثل قلب العالم، ومن يسيطر على هذا القلب يسيطر على دوائر الاهتمام طبقاً لنظريات الجيوبوليتكس.


كما أن الشرق الوسط هو النطاق المركزي لقارات العالم القديم، وهو نطاق الأمن الجنوبي لقارة أوروبا، والغربي لقارة آسيا، والشمالي للقارة الإفريقية. يُزاد على ذلك ما تحتويه أرضه من إمكانات مؤثرة على اقتصاديات العالم، وأهمها مصادر الطاقة، وكونه المعبر البري والبحري ما بين الشرق والغرب والشمال والجنوب. ووجود إسرائيل يمثل أهمية أخرى للمنطقة، حيث زُرعت في قلب الشرق الأوسط لتكون أداة لزعزعة الاستقرار وتحقيق أهداف الغرب في المنطقة، إضافة إلى أن انتشار عقيدة الإسلام بين شعوب المنطقة يمثل خطراً إضافياً للغرب، وهي العقيدة التي يحاول الغرب توجيه الاتهامات إليها بأنها تحتضن الإرهاب، خاصة بعد أحداث 11 سبتمبر ، في الولايات المتحدة الأمريكية. وفشل الحملة التي شُنت على الإرهاب وكلفت الاقتصادين الأمريكي والعالمي الكثير والكثير. وقد خضع العالم العربي -في نطاق الشرق الأوسط- للاحتلال الغربي لفترات طويلة، بل إن أجزاء منه عدها الغرب امتداداً لأراضيه، كما كان حال الجزائر قبل الاستقلال، وكما هو حادث على أرض الواقع في سبتة ومليلة في المملكة المغربية، التي تعدها أسبانيا أجزاء من أراضيها.


في السياق نفسه فإن دولاً غربية تضع أمن بعض الدول العربية مؤثراً رئيساً على أمنها القومي، من ذلك على سبيل المثال العلاقة الإستراتيجية بين دول جنوب أوروبا ودول الشمال الأفريقي لتحقيق أمن البحر المتوسط، والعلاقة بين دول الخليج العربي والولايات المتحدة الأمريكية لتحقيق أمن الطاقة، كذلك الوضع الخاص الجغرافي والمكاني لمصر، بوصفها معبراً ما بين الشمال والجنوب عبر قناة السويس. وعندما يتجه النظام العالمي لتغيير الخريطة السياسية للشرق الأوسط، فإن ذلك يعني تغيراً حاداً في ركائز هذا النظام وأهدافه، وتغيراً في أوضاعه على أرض الواقع، حيث يعد الشرق الأوسط الركيزة الرئيسة للنظام العالمي في السيطرة على الكون طبقاً لمبادئ الجغرافيا السياسية. ويمكن استشراف تلك الأهداف من واقع الخبرات والتجارب التي مرت بها الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها أعضاء حلف شمال الأطلسي، من حروب في أفغانستان والعراق واليمن والصومال، ومواجهات مع بعض القوى مثل إيران وكوريا الشمالية وغيرها، وما يحدث من تغيرات في أفريقيا، خاصة التوجه الصيني لهذه القارة على حساب التحالفات القديمة والمصالح الأمريكية الأوروبية.


ثم تأتي العقائد الأيديولوجية، وفي مقدمتها الفاشية الإسلامية التي عاني منها الغرب، وفي مقدمته الولايات المتحدة الأمريكية، علماً بأن هذه القوى الكبرى هي التي دعمت قيام أعتى التنظيمات الإرهابية التي تستظل بعقيدة الإسلام، وهو تنظيم القاعدة الذي أشرفت على إنشائه وأرسلته إلى أفغانستان للتصدي للاحتلال السوفيتي، ثم كبر التنظيم وتحول للتأثير على الولايات المتحدة الأمريكية نفسها. إعداد قوى الإسلام السياسي، وفي مقدمتهم الإخوان المسلمون، للقفز على السلطة بعد أخذ ضمانات كافية منهم للسير تحت مظلة الولايات المتحدة الأمريكية وتحقيق أمن إسرائيل.


واحتواء قوى الإرهاب التي تتخذ الإسلام مظلة لها، وإبعادهم عن الانتشار أو المساس بمصالح الغرب. دعم تركيا وتكليفها أن تقود القوى الإسلامية في المنطقة على نمط الدولة العثمانية ، ودعم إسرائيل لتكون قوة ردع ضد أي مساس بالمصالح الأمريكية في المنطقة. تكليف دول أخرى ـ مثل قطر ـ بتمويل إجراءات التغيير في المنطقة، ومنحها دوراً سياسياً وإعلامياً بقدر ما تنفق من أموال. وطبقاً للإستراتيجية الأمريكية أيضاً في التخلي عن وجودها في أفغانستان عام ، فإنها تهدف ـ بالتعاون مع حلف الناتو ـ إلى تفريغ أفغانستان من عناصر الإسلام السياسي، الذين ينفذون الإرهاب على أرض أفغانستان، وتحويلهم إلى مناطق يمكن السيطرة عليهم فيها، من خلال تنظيمات إسلامية أخرى أكثر اعتدالاً وقوة، وكانت تونس ومصر وسورية واليمن في مقدمة الدول التي يمكن تصدير هؤلاء الإرهابيين إليها، بعد أن يتمكن الإخوان المسلمون من الوصول إلى السلطة.


وتولت فرق التخطيط الإستراتيجي وضع السيناريوهات، وتولت الإدارات السياسية وأجهزة الاستخبارات إدارة العملية السياسية بخطوات محسوبة، ليجري التنفيذ في العديد من الدول العربية في وقت شبه متزامن، تحت مُسمي الربيع العربي. والملاحظ في تخطيط هذه السيناريوهات أن القوى الثورية هي التي تبدأ بمواجهة النظام، وفي لحظة محسوبة عندما تخطو هذه القوى خطوات ناجحة، تتدخل قوى الإسلام السياسي للاستيلاء على الثورة وتوجيهها طبقاً لسيناريو القفز على السلطة. أولاً: التوجه الغربي للسيطرة على منطقة الشرق الأوسط يتأسس هذا التوجه على النتائج والخبرات المستنبطة من حرب الخليج الثالثة، إلى جانب المتغيرات التي سادت العالم في العقد الأول من الألفية الثالثة، وأهمها بزوغ الدول الناشئة وبحثها عن دور رئيس في قيادة العالم، إلى جانب الولايات المتحدة الأمريكية، والقبول الأمريكي — بتحفظ ـ لهذا الدور- وقد اجتمعت آراء الغرب خلال النصف الثاني من العقد الأول في الألفية الثالثة، على أن السيطرة على الشرق الأوسط ذات أهمية إستراتيجية خلال النصف الأول من القرن الحادي والعشرين، وأن أسلوب هذه السيطرة لابد أن يختلف عن ما سبقه من أساليب، وكان عامل الدين والمال هما الوسيلتين لهذه السيطرة.


ثانياً: الأسس التي تعتمدها الولايات المتحدة الأمريكية أن الولايات المتحدة الأمريكية عليها ألا تتقيد بأي قيود في استخدام قوتها في تغيير أية أوضاع قد تؤثر على مصالحها، دون التفات إلى مصالح الدول الأخرى. تدعي السياسة الأمريكية أنها تهدف لتحقيق مصالحها من خلال نشر الديموقراطية في أرجاء العالم، ويعد ذلك وسيلة لاستخدام القوة من أجل التغيير وهو مبدأ يقوم على عسكرة السياسة الخارجية الأمريكية. عدم وضع قيود لنظرية الأصدقاء والحلفاء في التوجه الأمريكي نحو تحقيق المصالح، مع استصحاب أنها في حاجة لهؤلاء الأصدقاء في مراحل معينة من الأزمة، دون أن تكون آراء هؤلاء الحلفاء مقيدة للأهداف الأمريكية. الولايات المتحدة الأمريكية في قيادتها للنظام العالمي، تستأثر بالسيطرة على المناطق ذات الأهمية الإستراتيجية الخاصة، ومنها منطقة الشرق الأوسط، إذ إن وجهة النظر الأمريكية تشير إلى وجود فراغ في هذه المنطقة لابد أن تتولى السيطرة عليه. أن الولايات المتحدة الأمريكية -في السماح لحلفائها بتحقيق مصالحهم في المناطق الإستراتيجية، ومنها منطقة جنوب البحر المتوسط- لا تسمح بتجاوز هذه المصالح لمتطلبات السيطرة الأمريكية.


من كل ما سبق كان لزاماً على الولايات المتحدة الأمريكية أن تأخذ بزمام المبادأة في بناء شرق أوسط جديد يواكب أهدافها الإستراتيجية؛ ولا يكلفها حروباً، ولا سيما ضد الأصولية الإسلامية، ولكن من خلال ترويض تلك الأصولية لصالحها، وكان التيار المستعد للتعاون معها هم الإخوان المسلمون، الذين ظلوا يبحثون عن السلطة على مدى 80 عاماَ ولم يحصلوا عليها. لتحقيق هذا الهدف، طبقت الولايات المتحدة الأمريكية في رسمها لإستراتيجيتها الجديدة، في العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين، النظرية الرابعة لإدارة الحروب، والتي تتلخص في هزيمة الدولة من الداخل من خلال انهيار النظام بثورة أو فوضى شاملة، يصعد من خلالها تيار الإخوان المسلمين إلى الحكم، مع تقديم الدعم المناسب للقائمين بهذا العمل، وبما يحقق في النهاية أهداف الولايات المتحدة الأمريكية ومصالحها. إن الأحداث التي تصاعدت في مصر وأدت إلى ثورة 30 يونيه ، قد كشفت أحد أهم الحقائق، وهي أن الولايات المتحدة الأمريكية في دفعها للإسلام السياسي للسيطرة على المنطقة تحت قيادة تركيا، وبتمويل من العديد من الجهات التي تسعي إلى إيجاد مكان لها على الخريطة السياسية للمنطقة، إنما تنفذ إستراتيجيتها في العقد الثاني من الألفية الثالثة على حساب شعوب المنطقة، ودون إدراك أخطار هذا التوجه.


أبرز أسباب الصدام مع المسلمين من وجهة نظر هنتجتون وفوكوياما بروز وعي إسلامي أو هوية إسلامية تصطدم مع موجة الحداثة والعولمة. أن هناك شعوراً بالظلم في شتى أرجاء العالم الإسلامي ـ خصوصاً العالم العربي ـ وهذا الظلم يترجم إلى حد العداء تجاه الغرب وقوته وثقافته. أن العنف منتشر بين المسلمين أنفسهم، نتيجة الأعراق والقبليات والانقسامات الدينية، وهو ينعكس بدوره تجاه غير المسلمين. أن العاملين الديموجرافي والاقتصادى في العالم الإسلامي، من الضعف بحيث أديا إلى ارتفاع أعداد الشباب العاطلين، والذين يضطرون للهجرة، أو ينضمون إلى منظمات أصولية وأحزاب سياسية ثم شبكات إرهابية. أن الدولة في المجتمع الغربي تكرس التسامح الديني والتعددية بدلاً من خدمة الحقيقة الدينية، وهذا عكس ما تفعله الدول الإسلامية، ومن ثَم فإن العالم الإسلامي عندما يقارن نفسه بالغرب يفعم بالضغينة التي نشأت عن النجاح الغربي والفشل الإسلامي. وبتحليل تلك الأفكار استنبط الإستراتيجيون نظرية الحرب من الداخل والانتصار دون حرب، ووجدوا أنه يمكن استخدام الإسلام حكماً سياسياً مسيطراً عليه، كما يمكن أن يحصر الإرهاب في منطقة واحدة بعيداً عن الغرب، لذلك كان اختيار تنظيم الإخوان المسلمين للصعود إلى سدة الحكم في دول الشرق الأوسط، تجربة يمكن الأخذ بها، اعتقاداً منهم أن جماعة الإخوان المسلمين هي الأكثر تنظيماً في الدول الإسلامية خاصة الدول العربية، واستقطابها سيفيد الغرب ويحقق مصالحه وأمنه.


ثالثاً: الأسس التي يعتمدها الاتحاد الأوروبي الاتحاد الأوروبي هو الجار الشمالي للشرق الوسط، وترتبط العلاقة بينهما بأمن البحر المتوسط، والمصالح المشتركة عميقة الجذور، كما أن الاتفاقيات بين دول الشمال الإفريقي والاتحاد الأوروبي بصفة عامة، ودول الجنوب الأوروبي المطلة على البحر المتوسط بصفة خاصة، تُعد اتفاقيات مهمة في المسار الاقتصادى والأمني، لا يمكن أن تتأثر بأية أحداث عارضة، ولكنها تستمر وتتخطي أي عقبات مفاجئة. يترك الاتحاد الأوروبي للولايات المتحدة الأمريكية ـ في كثير من الأوقات ـ رسم السياسات العالمية، خاصة في المناطق ذات الأهمية الإستراتيجية، لضمان عدم تهميشه في الإدارة السياسية والعسكرية، وذلك من منطلق: استقرار الفكر الأوروبي على أن الولايات المتحدة الأمريكية تستحق أن تعتلي قمة العالم، لما وصلت إليه من قوة وتقدم، وهي القوة التي انتصرت في الحرب الباردة في مواجهة الاتحاد السوفيتي.


أن معظم الدول الأوروبية الرئيسة أعضاء في حلف شمال الأطلسي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية، والأمن الأوروبي يرتبط بالأمن الأمريكي. والولايات المتحدة الأمريكية لن تسمح بعدوان خارجي على أوروبا، خاصة أن معظم الدول الأوروبية تقع في نطاق الأمن النووي الأمريكي. تُعد الروابط والمصالح الأوروبية هي الأقوى في اتجاه الولايات المتحدة الأمريكية، والمصالح الأوروبية ـ الأمريكية تفوق مثيلاتها في أي مكان في العالم، وتشكل الولايات المتحدة الأمريكية صمام الأمن في تأمين إمداد أوروبا بالطاقة. أمن البحر المتوسط هو عامل مشترك في الاهتمام الأوروبي ـ الأمريكي، وربما يكون هناك تنافس غير معلن بين الحقوق التاريخية لأوروبا في أمن هذا البحر، وبين إستراتيجية الولايات المتحدة الأمريكية عليه. وكان قد ظهر نوع من الصدام في السنوات الأولى من الألفية الثالثة، عندما أعلنت الدول الأوروبية عن تشكيل قوة تدخل سريع لأمن البحر المتوسط، واعترضت الولايات المتحدة الأمريكية، واستقر الرأي على أن يتولى حلف شمال الأطلسي هذه المهمة.


ترتبط أوروبا بالشرق الأوسط من خلال العديد من الاتفاقيات والمبادرات، التي جاءت على فترات متعاقبة بعد نصر أكتوبر ، بدءاً من التعاون الأورومتوسطي، ثم الشراكة الأورومتوسطية، ثم سياسة الجوار، وأخيراً الاتحاد الأورومتوسطي، حيث كانت مصر تمثل الكتلة المتوسطية، وتمثل فرنسا الكتلة الأوروبية. تعيش جاليات عربية بأعداد كبيرة في دول الجنوب الأوروبي، حيث تحظي دول الشمال الأفريقي تونس ـ الجزائر ـ المغرب ، بكبرى هذه الجاليات، خاصة في فرنسا وإيطاليا وأسبانيا، كما أن الاستثمارات الأوروبية تتجه بكثرة إلى دول الشمال الإفريقي، تونس والجزائر خاصة.


بمعني أن العلاقات المشتركة وطيدة بين الشمال الأفريقي والجنوب الأوروبي. ومن ثم فإن الأسس التي يعتمدها الاتحاد الأوروبي في علاقاته مع دول الشرق الأوسط تنحصر في أمن البحر المتوسط، وتأكيد المصالح المشتركة، ومنع الهجرة غير الشرعية، واستقرار الأوضاع في جنوب البحر المتوسط، وضمان استقرار الملاحة في قناة السويس. في الوقت نفسه، فهو يشارك الولايات المتحدة الأمريكية في رؤيتها الإستراتيجية لقيادة العالم، ولا يحاول التخلف عن تلك المشاركة حتى لا يجري تهميشه. وفي خلال سنوات الاغتراب الروسي عن المنطقة، جرت أحداث كثيرة، منها غزو أفغانستان والعراق، والتدخل الأمريكي في الصومال واليمن، ثم أحداث ثورات الربيع العربي.


ولم يظهر لروسيا دور رئيسٌ، إلا في المسألة السورية، في النصف الثاني من عام بمعني عودة الدور الروسي إلى المنطقة عودة قوة مؤثرة، وهو ما يمكنه تغيير مستقبل المنطقة، لا سيما بعد كشف التآمر الأمريكي مع جماعات الإسلام السياسي. خامساً: دور القوى الناشئة في مواجهة سيطرة الغرب على الشرق الأوسط يبدو هذا الدور محدوداً، خاصة تجاه ثورات الشمال الإفريقي، ومنها تونس، حيث تتجنب هذه القوى الصدام مع الولايات المتحدة الأمريكية، كما أن المصالح المشتركة لهذه القوى مع دولة مثل تونس يبدو محدوداً. سادساً: دور بعض دول المنطقة تجاه سيطرة الغرب على المنطقة تتباين هذه الأدوار طبقاً لارتباط مصالحها بالغرب، أو قدرتها على التأثير، أو حفاظها على أمنها الداخلي. ويمكن إبراز دور بعض دول المنطقة كالآتي إيران : تسعي لأن يكون لها دور إقليمي لا سيما في المشرق العربي، مع الضغط على إسرائيل بوصف ذلك هدفاً إستراتيجياً، سواء لإبراز دورها الإقليمي، أو في مواجهة المصالح الأمريكية. تركيا: عضو في حلف شمال الأطلسي، تحاول أن تعتلي دوراً رئيساً يخدم أهداف الغرب في المنطقة، وتأمل في امتلاك قيادة المنطقة من خلاله اتساقاً مع أهداف الولايات المتحدة الأمريكية في سيطرة الإسلام السياسي على منطقة الشرق الأوسط.


وقد اتضح الدور التركي في المرحلة الثانية من مراحل ثورات الربيع العربي، واصطدم بشدة مع ثورة 30 يونيه في مصر. قطـر: تقوم باستغلال قدرتها الاقتصادية لإيجاد مكانٍ سياسي لها على خريطة الشرق الأوسط والعالم، واختارت أن تحقق دوراً لسياسات الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة، وفي تنفيذها لهذه الأهداف تصطدم عادة بالمصالح العربية، دون أي اكتراث منها لذلك. جمهورية مصر العربية: بالرغم من كونها إحدى دول ثورات الربيع العربي، إلا أن قدرتها وثقافتها السياسية تمكنت من اكتشاف المؤامرة الكبرى، التي رسمتها الولايات المتحدة الأمريكية للمنطقة، بالتنسيق مع نظام الإخوان المسلمين، وبدعم من بعض دول إقليم الشرق الأوسط، وأطلق شعبها ثورتَين في مدى عامين ونصف، وربما تتأثر دول الربيع العربي بالمبادئ التي وضعتها ثورة 30 يونيه ، بنفس نهج ثورة 23 يوليه سابعاً: العولمة وأثرها في تغيير الخريطة السياسية في الشرق الأوسط تعني العولمة بمفهومها الأكاديمي، زيادة درجة الاعتماد والتنسيق المتبادل بين الدول، في إطار من المنفعة العامة المتبادلة والرؤية المشتركة، والحفاظ على حقوق الإنسان، والتحالف ضد قوى الشر.


وبالتطبيق العملي لمبادئ هذه العولمة، فقد ساد العالم الكثير من المتغيرات التي لم تهتم بالمبادئ القويمة للعولمة، ولكن أدخلت معها قيم المصالح والتنافس والإقصاء والتهديد وغير ذلك. وكان لثورة الاتصالات الفضل في جعل الكون حجرة مؤتمرات تتناقش فيها شعوب العالم على قضية واحدة، ونقلت الأحداث في زمن وقوعها، ومن ثم زادت المعرفة والتأثير الخارجي على قيم الداخل في أي دولة. وكان لثورة المعلومات التأثير نفسه، بل انتقلت من خلالها قيم الحرية والديموقراطية، وأساليب الحوار والرفض، والثورة على الظلم والفساد. وقد ظهر ذلك في توالي الثورات العربية في توقيتات متتالية.


وكان لنقل صور من العالم الحر، وكيف ينعم بحياة ممتازة، ورفاهية لكل إنسان وأسرة، أثره الكبير على تمرد أطياف كثيرة من الشعوب التي تعيش تحت حكم استبدادي، ولا تنال حقوقها التي أقرتها المعاهدات الدولية في مجال حقوق الإنسان. كل ذلك وغيره ساعد على اندلاع الثورات التي بدأت بثورة تونس وامتدت لمصر ودول عربية أخرى. ثامناً: الإرهاب وأثره على تغيير الخريطة السياسية للشرق الأوسط يتحدد أثر الإرهاب من خلال عدة عوامل أهمها: أن تيار الإسلام السياسي، الذي وُكل إليه القفز على السلطة في دول الربيع العربي، يحرص أن يمتلك وينظم في داخله جماعات مسلحة التنظيم الخاص ، وهي جماعات تتدرب على الاغتيالات وإشعال الفوضى والحرائق وغير ذلك، بمعني أن هذه التيارات ستكون مستعدة لتنفيذ أعمال إرهابية ضد معارضيها في الحكم. يشمل الهدف من وصول التيار الإسلامي السياسي للحكم، تجميع شمل جماعات الإرهاب التي تستظل بالإسلام، خاصة من أفغانستان والصومال وغيرها، بحيث تتحقق السيطرة عليها في دول كبيرة، وإبعاد الغرب عن شرور هؤلاء الإرهابيين.


الشروع في لم شمل التيارات الإسلامية المتطرفة، في نطاق إمارة يمكن السيطرة عليها وكانت سيناء أحد المناطق المختارة إمارة لهؤلاء. وقد كان لثورة 30 يونيه في مصر، الفضل في اكتشاف العلاقة وإسقاطها ما بين الإرهاب وتغيير الخريطة السياسية للشرق الأوسط. وفي الممارسة الفعلية لسلطة الحكم في دول الربيع العربي، فقد استخدم الإخوان سلاح الإرهاب من خلال الأطياف الإرهابية التي تجمعت على أراضي هذه الدول، وسيلة لقمع الشعوب وتنفيذ المخططات الأجنبية التي أبرمتها قيادات الإخوان مع الولايات المتحدة الأمريكية والغرب بصفة عامة، وتركيا ومولتها قطر. تاسعاً: الفتنة الطائفية وسيلة لتغيير الخريطة السياسية للشرق الأوسط المعني الدارج للفتنة الطائفية هو الصدام ما بين الأديان والمعتقدات المختلفة أينما وجدت إسلام ـ مسيحية ـ يهودية ـ زرادشتية ـ هندوسية ـ سيخ.. إلخ ، ولكن الجديد في الفتنة التي خططها النظام العالمي هو الصدام بين مذاهب الدين الواحد، بمعني الصدام ما بين المذهب السني والمذهب الشيعي، لتحقيق هدفين، هما إضعاف قوى الإسلام بصورة عامة، والتخلص من تهديدات إيران لإسرائيل وحصرها في الصدام مع الدول ذات المذهب السني.


وسرعان ما تكشفت أبعاد هذه الفتنة من خلال توجهات النظام الإخواني، خاصة في مصر. هذا إلى جانب أن إشعال الفتنة ما بين المسلمين والمسيحيين أخذ أبعاداً خطيرة. والملفت للنظر أن الغرب الذي كان يغضب لأي أحداث تمس المسيحيين، لم يبد أي نقد أو اعتراض على ما يحدث في هذه الفتنة. من كل ما سبق، فإن توجه النظام العالمي لتغيير الخريطة السياسية في الشرق الأوسط، كان بهدف تحقيق مصالح غربية على حساب شعوب المنطقة، وخطط لجعل المنطقة بؤرة لاحتواء الإرهابيين والسيطرة عليهم، وخطط لإشعال نار الفتنة من أجل القضاء على استقرار المنطقة، بما يؤدي إلى ذريعة التدخل الأجنبي في المنطقة.


المبحث الثاني: الأهمية الإستراتيجية لدولة تونس الجمهورية التونسية دولة مستقلة ذات سيادة، عضو في الأمم المتحدة، وجامعة الدول العربية منذ العام ، وعضو في مجلس التعاون المغاربي منذ العام ، ونالت استقلالها عن فرنسا في 20 مارس ، واستكملت استقلالها عام ، بانسحاب آخر جندي فرنسي من قاعدة بنزرت العسكرية. كما وضعت أول دستور لها عام ، وهي دولة متوسطة القوة، تتمتع بأهمية إستراتيجية خاصة في الشمال الإفريقي، وفي حوض البحر المتوسط، وتُعد بمنزلة القلب لدول الشمال الإفريقي، وتتوسط الساحل الشمالي الإفريقي المطل على أوروبا. كما تُعد تونس مفصلاً جغرافياً رئيساً بين الدول العربية جنوب البحر المتوسط، تفصل ما بين مصر وليبيا من الشرق، والجزائر والمغرب في الغرب، وهي دولة ذات تاريخ عريق أثر في شمال القارة الإفريقية بنفس القدر من التأثير في جنوب أوروبا. وفي عام ق. كما أن الثورات التونسية ـ تاريخياً ـ كانت تشتعل ضد الظلم حين يحيق بالدولة.


وكانت بعض هذه الثورات مذهبية، كحال الثورة على الدولة العلوية، وكان بعضها سياسياً.



0120 كتاب Pdf الثورة التونسية المجيدة,تصفّح المقالات

Web(PDF) الثورة التونسية عزمي بشارة | ouerghemmi Manel - blogger.com Download Free PDF الثورة التونسية عزمي بشارة ouerghemmi Manel Full PDF Package This Paper A short summary of Webتونس تحيي الذكرى الخامسة لاندلاع الثورة التونسية وسط أجواء باهتة بسبب الأوضاع الاقتصادية المتردية WebJan 12,  · كتاب Pdf الثورة التونسية المجيدة: Free Download, Borrow, and Streaming: Internet Archive Skip to main content Due to a planned power outage on Friday, 1/14, Webتحميل كتاب الثورة التونسية المجيدة pdf في هذا الكتاب يتعقّب المؤلف الأسبابَ الجوهريّةَ التي أدت إلى الثورة التونسيّة، ويعقد مقارناتٍ علميّةً بين بعض المظاهر الاجتماعيّة والاقتصاديّة التي Webالثورة التونسية المجيدة بنية ثورة وصيرورتها من خلال يومياتها (1).pdf - Free ebook download as PDF File .pdf), Text File .txt) or read book online for free. Scribd is the world's largest social Web(القسم الأول): الثورة التونسية: خلفيات وأسباب ويضم الفصول الستة الأولى وهي: – منظومة التسلط في النظام السياسي التونسي قبل ثورة 14 كانون الثاني – يناير/ لطفي طرشونة ... read more



الحرية، مملوكة لحزب التجمع الدستورية الديموقراطي الحاكم. وأصبحت الوحدة الوطنية مهدده في تونس بشدة، وارتكبت خلالها كل من السلطة الحاكمة والمعارضة أخطاء جسيمة أدت إلى الارتداد عن المسار الديموقراطي للدولة، في مقدمتها: عدم القدرة على علاج مشكلات الحياة اليومية للجماهير، فعادت من ثَم الأمور المعيشية للشعب التونسي إلى مرحلة ما قبل الثورة. كما شهدت مدينة صفاقس كلم جنوب تونس العاصمة هي الأخرى اليوم مسيرة سلمية طالب خلالها المتظاهرون بتمكين أبناء المدينة من حاملي الشهادات الجامعية بفرص عمل، وبتوزيع عادل لمقومات التنمية، وأعربوا عن تضامنهم مع أهالي سيدي بوزيد. i-[ ~ ~J. J' ·- -, - -'l. وقد كانت الفجوة الواسعة بين الإعلام الداخلي، الذي يعمل على تحسين صورة النظام، والإعلام الخارجي الذي يظهر حقيقة هذا النظام وأخطاءه، كفيلاً ببناء رأي عام مناهض للسلطة التونسية. وفي تونس كانت تعد مناقشة قضايا الفساد وحقوق الإنسان من المحرمات، وتتعرض الصحف الأجنبية والعربية الواردة إلى تونس للمراجعة والمصادرة، في حالة التعرض لقضايا داخلية.



عبرت أسر ضحايا الثورة التونسية عن غضبها مما اعتبرته تخاذلا في إنصاف ذويهم الذين قتلوا أو جرحوا خلال الانتفاضة على الرئيس التونسي الأسبق بن علي. الثورة التونسية pdf I oh أعلنت بريطانيا عن دعمها لتونس، وذكرت الصحف البريطانية أن سقوط الرئيس التونسي هو مثال على التحولات والأحداث غير المتوقعة، وأن تونس تعيش لحظة تاريخية, الثورة التونسية pdf. في 9 يناير ، استدعت وزارة الخارجية الأميركية السفير التونسي في واشنطن محمد صلاح تقية وسلمته رسالة تعبر عن القلق الأميركي من الطريقة التي تم التعامل بها مع الاحتجاجات في تونس. o Jr-~ بث مباشر جميع المحتويات أحدث البرامج.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة